أخبار الآن | دمشق – سوريا (حسام محمد)

تسير المخططات الإيرانية في سورية وفق مشاريع مدروسة بغية إحداث تغير ديمغرافي يشمل الأرض والزمرة البشرية التي تقطنه، مروراً بإحكام قبضتها على البوابة الاقتصادية للدولة السورية بعد أن أحكمت سيطرتها على المفاصل العسكرية الرئيسية للنظام السوري وتمددها في العاصمتين السياسية والاقتصادية لسورية بذريعة حماية المقدسات الشيعية.

عملت كبرى الشركات الصناعية والتجارية الإيرانية على وضع ساق لها في الأسواق السورية ضمن العاصمة دمشق مع كل ارتفاع للعملات الأجنبية وانهيار جديد لليرة المحلية، وتزامن الاحتلال الإيراني لاقتصاد البلاد مع حملات تضييق كبيرة نفذها النظام السوري على التجار الدمشقيين من كافة الفئات الاقتصادية، بغية إجبارهم على شراء المنتجات الإيرانية تارة، وتهجيرهم خارج البلاد تارةً آخرى بُعيد إهلاكهم بالضرائب والغرامات التعسفية.

التاجر "محمد أبو جمال" بائع جملة في أحد أسواق دمشق يقول لـ "أخبار الآن"، بدايةً مارست سلطات النظام السوري علينا أبشع أنواع التضيق، فالمخالفات تأتينا بعشرات الألوف وتصل أحياناً إلى مئات الألوف بذرائع لا واقع لها على الأرض، فقامت بعض المجال بتقليص عدد العاملين تارةً وإقلال كميات الشراء تارةً بغية تعويض الخسائر إلا إن النظام السوري كثف من دورياته الأمنية وكذلك المخالفات، وبدأ بتوسيع دائرة الضرائب حتى اضطر كثيرون منا إلى إقفال محالهم التجارية بعد إفلاسهم.

وأضاف المصدر، ما نلاحظه مع كل انهيار لليرة السورية أمام الدولار هو توافد المزيد من البضائع الإيرانية إلى الأسواق التجارية، حتى باتت غالبية المنتجات أو البضائع التابعة لشركات إيرانية هي الأكثر وجوداً، وهذه المنتجات تبدأ من المعلبات ولا تنتهي عند حدود الملابس أو الأحذية.

وأشار التاجر إلى أن غالبية البضائع الإيرانية فيما يخص الملابس والأحذية هي من الأنواع الرديئة، أما المنتجات الغذائية منها فتكون غالباً قد تم توريدها إلينا قبل انتهاء صلاحيتها بفترة أقل من شهر بغية تصريفها قبل أن تفسد، وقال منوهاً: "البضائع والمنتجات الإيرانية أقل جودة من أي منتج محلي أو مستورد، ولكنها أرخص الأمر الذي يدفعنا لاقتنائها ويدفع المدنيين لشرائها".

وفي الفترة الراهنة مع انهيار الليرة لأكثر من 530 ليرة أمام الدولار الواحد، غالبية المنتجات والأغذية لدينا هي إيرانية المصنع، وهذه المنتجات تغزو كافة الأسواق الدمشقية بأسعار منافسة، وهذه المنتجات كسرت الأسواق فالمشتري خلال هذه الظروف الصعبة لا يهتم بالبلد المصنع وإنما جل اهتمامه هو البحث عن السعر الأقل.

بدوره قال الناشط الإعلامي "أبو القاسم الدمشقي" لـ "أخبار الآن"، الانهيار المفاجئ والكبير لليرة السورية أصاب الدمشقيين بالذهول، وجعل التجار تصاب بالصدمة، فبعض التجار سارعت لإغلاق محالها هرباً من الخسائر في حال بيعت بضاعتها على الأسعار القديمة.

وأضاف، قسم كبير من البضائع الإيرانية التي تغزو الأسواق الدمشقية غير قابلة للاستخدام بسبب رداءتها، وأن الأهالي تشتكي منها جداً، ولكن ليس بمقدور أي منهم أو حتى التجار الاعتراض، فالنظام لا يرحم، وأي حديث عن إيران أو منتجاتها قد يودي بحياة المتكلم.