أخبار الآن | ألمانيا – متابعات (بسام سعد)

لا شيء يضاف إلى يوميات اللاجئين، فقد حذف عيد الأم من حياة معظمهم، حيث تنقسم أمهات السوريين بين أم لشهيد ومعتقل ولاجئ .بين دموع الثكلى وصرخات أمهات المعتقلين تحولت هذه المناسبة لحزن وأسى .

الأم هي الخاسر الأكبر في الحرب، فهي تخسر أولادها إما بالقتل أو بالسجن أو على الأقل تخسر مستقبلهم. وبعد مرور 5 سنوات على اندلاع الثورة السورية وقتل واعتقال مئات الآلاف، كم يوم سميناه أم الشهيد حتى أصبحت الأم شهيدة .

أمهات بلا عيد

عيد الأم في أوساط بعض اللاجئين بدا كئيبا، صاحبات العيد يجلسن حائرات وعيونهن تغرورق بدموع حائرة. "أمل الحريري" 42 عاما، المقيمة في برلين، تفكر بوالدتها العالقة في سوريا، وتختلط داخلها أوجاع كثيرة فتفيض بالبكاء، ولا تنفك تردد "أمنيتي أن نعود إلى سوريا، لا أريد سوى أن أرى أمي وأخوتي". "أمل" أم لثلاثة أطفال، فقدت زوجها منذ 4 سنوات على يد عصابات الأسد .

لا تختلف حال "آمنة العبد الله" 36 عاما، عن أمل، ابنة ريف حماة والمقيمة في "دوسلدورف" منذ عامين ونصف، تقول والحزن يعتصر قلبها: "لم أكن أتوقع أن يمر عليّ عيد بعدما خسرت أمي وزوجي" وتضيف: بعد استشهاد زوجي بشهرين توفيت أمي بانفجار قذيفة بالقرب من منزلنا، لا أعرف ما هي الكلمات التي يمكنني أن أصف بها مشاعري في هذا اليوم، أشعر بفراغ بالغ بعد أمي، كنت أراها يومياً إلى أن جاء يوم فقدتها للأبد.

"أم خالد" 50 عاما، تقيم مع ابنها في "مانهايم"، تتمنى بأن تتوقف الحرب في أقرب وقت لتتمكن من زيارة قبور ابنيها، قائلة: "أتمنى من الله ألا يحرق كبد أم على ابنها، لقد تألمت كثيراً لفقدي ولديّ خلال شهر واحد، ولا أستطيع أن أصف حالتي عندما علمت أن من في النعش المحمول هو ولدي الأول، ثم استأذنني ابني الأخر وذهب للقتال ليعود شهيدا بعد ذلك" .

سوريا أمي

معظم اللاجئين السوريين الشباب هاجروا من سوريا تاركين ورائهم لوعة وشوق لأمهاتهم، "عبد الرحمن إدلبي" 21 عاما، ابن مدينة دمشق، والمقيم في مدينة "ساربروكن" منذ عامين، يقول: "دفعتني أمي للهجرة، وكانت تردد وداعك أفضل من فراق الموت لو بقيت في سوريا، خاصة بعدما قتل أخي في سجون الأسد". يضيف عبد وفي كلامه غصة: "أحن إلى أمي بمقدار حنيني لسوريا، لا بد للحرب أن تنتهي وتتحرر أمي سوريا لأعود لحضنها" .

"ليتها تنتهي الحرب" حلم من شأنه أن يساعد اللاجئين الذين تركوا أمهاتهم على التعلق بالأمل والحياة من جديد.

لم يكن من الوارد تخليد عيد الأم في هذه الظروف، فعديد من الأطفال اللاجئين فقدوا أمهاتهم ولا شيء بديل لهم عن الأم، لتسمع عبارات مؤلمة عن أمهاتهم "أمي سبقتني على الجنة، أمي في سوريا تنتظرنا".

في هذا اليوم لاشيء يمكن أن يقدم للأمهات إلا وطن يجمع أولادهن وأزواجهن بأمان، لا شيء سوى وطن حر بلا آلام وبلا فقدان .