أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا – (جواد العربيني)
ما يزال مئات المنشقين عن قوات النظام السوري في الغوطة الشرقية المحاصرة ينتظرون انتهاء الحرب في سوريا من أجل العودة لرؤية أهلهم، بعد أن أمضى معظمهم أكثر من ثلاث سنوات على أمل العودة، وتتعقد الأمور أكثر في وجه بعض من هؤلاء المنشقين عندما تكون عائلاتهم في مناطق خاضعة لسيطرة قوات النظام أو داعش ليصبح الحديث معهم جريمة يعاقب عليه القانون.
"محمد الكردي" شاب ينتمي لبلدة "الشدادي" في محافظة الحسكة انشق عن قوات النظام منذ أكثر من ثلاث سنوات "وكان محمد قد فشل في أول محاولة انشقاق وتعرض لتعذيب قاس قبل أن ينجح في المرة الثانية".
"محمد" انشق إلى الغوطة الشرقية وانضم للجيش الحر وقاتل معه قبل أن يتزوج وينشأ عائلة ويترك الكفاح المسلح، حياة "محمد" بحسب وصفه، ما تزال تنقصها العودة إلى حضن والدته ورؤية باقي أفراد أسرته بخير وسلام.
يقول "محمد" لأخبار الآن: "عندما حاولت الانشقاق في المرة الأولى وفشلت تعرضت لتعذيب كبير وبعد تمكني من الانشقاق في المرة الثانية اتصلت مباشرة بأهلي الذين ظنوا أني ميت تحت التعذيب وقد أقاموا عزاء خاص لي، وبعد اقتحام داعش لبلدة "الشدادي" فقدت الاتصال مع أهلي لمدة تزيد عن الخمسة أشهر وكنت أعتقد أنهم أسرى بيد داعش قبل أن يتوصل أحد أقربائي إليهم في "تركيا" ويعيد وصلي بهم من جديد.
لاشيء يمكنه أن يعوض حنان العائلة والأم، أكثر من ثلاث سنوات وأنا أعيش على أمل اللقاء بهم وتقبيل جبين أمي، ما يصبرني على البعد عنهم هو تذكر الساعات التي كنت أقضيها معهم وسماع صوتهم لبضع دقائق كل أسبوع، السنوات الماضية كانت الأطول في حياتي فعندما كنت أفكر في الانشقاق كنت قلق من ردة فعل النظام على أهلي وبعد سيطرة داعش على بلدتي تخوفت من قتلهم وحتى هذه اللحظة يراودني شعور دائم بالقلق والخوف عليهم وبعدم الاجتماع بهم مجددا.
وتعود أصول أغلب المشقين في ريف دمشق إلى محافظات "إدلب" و"حلب" و"درعا" و"الحسكة" و"اللاذقية"، إذ لم يتمكن هؤلاء من العودة إلى مدنهم وقراهم بسبب حصار قوات النظام للغوطة الشرقية منذ ثلاث أعوام وهو ما دفع بالكثير منهم الى إنشاء عائلات جديدة لهم في الغوطة الشرقية.
حفلا تكريميا للأم في مدينة "عربين"
أقيمت في مدينة "عربين" فعاليات حفل خاص بمناسبة عيد الأم حضره عدد من أمهات الشهداء والمعتقلين إضافة لعدد من أطفال المدينة، وتم التأكيد خلال الحفل على الدور الجوهري للأم السورية في الثورة السورية وتثمين تضحياتها بما قدمته في سبيل الحرية والكرامة التي ينشدهما الشعب السوري.
وفي حديثها لأخبار الآن قالت "أم فراس" وهي إحدى الحاضرين للحفل: "قبل ستة أشهر استشهد زوجي جراء القصف العشوائي على الأحياء السكنية، ومنذ ذلك الوقت وأبنائي يسألونني عن والدهم كل يوم وإجابتي تكون "والدكم مسافر وسيعود قريبا"، بعد استشهاد زوجي أصبحت لهم الأب والأم ومثلي الكثير من الأمهات، اليوم في هذا الحفل عاد إلينا القليل من الأمل لوجود أناس ما زالوا يشعرون بنا وبتضحياتنا".
بدورها قالت "أم علاء" وهي أم لثلاثة شهداء: "لاشيء قد يعوضني عن رحيل أولادي إلا رؤية من قتلهم يعاقب على ما فعله، ونحنا مستعدون للصمود وتحدي الجوع وكل شيء للوصول الى عقاب ينصف من قتل هؤلاء الشهداء وفطر قلوبنا نحن الأمهات".