أخبار الآن | أورفا – تركيا (لجين أحمد)
ما بين الأمنيات والأحلام بانتهاء الحرب والحصول على حياة كريمة أو إيجاد فرص عمل، تعيش المرأة السورية في ولاية "أورفا" جنوب تركيا عيدين باتا يحملان من الشجن الكثير "عيد المرأة وعيد الأم".
أمنيات وواقع مرير
"أم حسن" 52 عاما، جاءت من مدينة الرقة منذ حوالي أربعة أشهر بصحبة زوجها وابنها وهي تعمل في مجال الحلاقة النسائية، تقول: "في الرقة صالون حلاقة وكان يسدّ حاجتي وحاجة أسرتي، أما هنا فأنا لا أكاد أن أحصّل إيجار المحلّ في آخر الشهر وذلك بسبب ضعف إقبال النساء التركيّات وحتّى السوريات باعتبار أنّ هناك حاجات أساسيّة ملحّة"، وعن سبب خروجها من الرقة أجابت أنها جاءت بابنها هربا من داعش الذي بات يجنّد الشباب الرقيّ في صفوفه.
"أم مصطفى" 43 عاما، من ريف حلب الشماليّ، مطلّقة وأم لخمسة شباب ومتزوجة من تركيّ تعمل مع زوجها في محلّ بقالة ، تحدّثنا عن سبب طلاقها فتقول: إنّ زوجها واثنين من أولادها متطوعون في ميليشيا ما يسمى "جيش الدّفاع الوطني" التابع لجيش النظام السوري وأن رفضها لتطوعهم وأن رفضها لتطوعهم هو ما أدى إلى نشوب خلاف بينها وبين زوجها؛ الأمر الذي أدّى إلى طلاقها وخروجها من بيتها ومجيئها إلى تركيا أمّا أولادها الثلاثة فهاجروا إلى ألمانيا وهذا السبب الذي استدعى زواجها برجل تركي لأنها بقيت وحيدة ولا معيل وأنها رضيت بهذا الواقع بالرغم من عدم اعتراف الدولة التّركيّة بالزوجة الثانية قانونيّاَ وبذلك ستكون خاسرة لجميع حقوقها في المستقبل .
"فداء" 24 عاما، وأختها "جود" 23 عاما، من مدينة الحسكة، وهما طالبتان جامعيتان ولكنهما لم تكملا بسبب ظروف الحرب في سوريا وانشقاق والديهما الذي كان يعمل رئيسا لفرع أمن الدولة في مدينة رأس العين ولجوؤهم إلى تركيا. وهما تعملان في محلّ لألبسة النسائية وتتقاضى كل واحدة منهما "700" ليرة تركية، وردا عل سؤال عدم إكمالهما دراستهما في تركيا ردت فداء: هناك شروط صعبة لقبول الطالب السوري في الجامعات التركية منها اشتراط اللغة التركيّة وأنّه يجب الحصول على كشف للعلامات من الجامعة الأمّ وهذا الأمر يعدّ شبه مستحيلاَ بالنسبة لهن.
المرأة السورية وعيد المرأة والأم
وبالنسبة ليوم المرأة والأمّ ردّت فداء: أنّه يجب على المجتمع والعالم ضمان حقوق المرأة وخاصّة في بلاد اللجوء والذود عنها كي لا تكون عرضةَّ للاستغلال الماديّ والنفسيّ والجسديّ.
"أروى" 25 عاما، من مدينة الرقة مدرّسة لمادّة الكيمياء وتدرّس في إحدى المدارس السوريّة في مدينة "أورفا" تقول: لو أنّ الحرب تنتهي وتعود لتدرّس في مدارس الرقة، وتضيف أنّها تتمنى أن تكمل دراسات عليا، وحول دور المرأة وخصوصاَ باحتفال العالم بعيدي المرأة والأمّ، أجابت: بما أنّ المرأة تشكّل نصف المجتمع علينا بتحسين واقع المرأة والنهوض به لنحصل على مجتمع متكامل.
أما "هديل" 30 عاما، من مدينة تل أبيض وهي حاصلة على إجازة في اللغة العربيّة وهي تبحث عن عمل منذ أشهر في المدارس السوريّة في المدارس السوريّة في "أورفا" وأنّها لم تجد عمل يتناسب وشهادتها، وأضافت أنها انفصلت عن خطيبها الذي آثر الهجرة إلى ألمانيا وأنه بانفصالهما خسرت فرصة تكوين عائلة وأن تصبح أما .
الحاجّة "أم حسين" من مدينة دير الزور تفاجأت من سؤالي لها عن يوم المرأة الذي لم تسمع به من قبل وأنّها لا تعرف سوى عيد الأمّ وأنّها لا تملك سوى أمنية واحدة هي أن يضمها تراب الوطن عند وفاتها.