أخبار الآن | القنيطرة – سوريا – (خطاب النميري)
تستيقظ المنطقة الجنوبية من سوريا بشكل شبه يومي على عبوة ناسفة هنا وانفجار سيارة هناك، وأحياناً تكون اليقظة على نبأ اغتيال قائد عسكري أو مسؤول في إحدى المجالات الثورية. المراقب لتطورات الأحداث يرى أن هناك أياد خفية تحاول اللعب على أوتار الفتنة من جهة وتحاول إثارة الفوضى والبلبلة من جهة أخرى، فما الاهداف من ذلك؟.
بعد أن كانت المنطقة الجنوبية من أكثر المناطق أمناً واستقراراً بين المحافظات السورية، ها هي اليوم تعاني من فلتان أمني كبير في ريفي محافظتي القنيطرة ودرعا ليس له سابق. وتتعرض القيادات العسكرية في محافظتي درعا والقنيطرة للاغتيال في أية لحظة عبر الخلايا النائمة لقوات النظام في الريف المحرر، فمنذ أيام قليلة تم خطف القيادي البارز في الوية "سيف الشام أبو اليمان النميري" مع سيارته وإلى الآن يبقى مصيره والفاعل مجهولاً حتى اللحظة.
ومن أهم نتائج هذا الفلتان كُثرة الاغتيالات وانتشارها بشكل كبير وواسع لتكون من نصيب أكبر القياديين في المحافظة من عسكريين ومدنيين وإعلاميين، فقد تم إحصاء أكثر من 10 محاولات اغتيال وحالات اغتيال فعلي في عموم محافظة القنيطرة، والتي كان آخرها يوم أمس اختطاف أحد عناصر الجيش السوري الحر من جبهة أنصار الإسلام.
وفي نفس الوقت لا يمكننا نسيان أكبر حادثة اغتيال التي أودت بحياة 11 قيادياً والكثير من عناصر جبهة ثوار سورية بسيارة مفخخة ركنت أمام أحد مقراتهم "مبني المالية" في بلدة "العشة" التي أثارت جدلاً كبيراً، وصرح القائد الميداني في جبهة ثوار سوريا "أبو جعفر": "إن من قام بتنفيذ هذه العملية التي وصفها بالجريمة البشعة هو أيادي النظام الخفية وعملائه، لافتاً، إلى أنه لا نستثني داعش الغدر والخيانة".
جريمة اغتيال بشعة لداعش
وكانت أبشع جريمة اختطاف وقتل قد حصلت منذ ثلاثة أيام على أيدي داعش بواسطة عملائه من جماعة "أبو مصعب الفنوصي" عبر شخص يدعى "أبو ذياب" تمت معرفته من خلال المحادثات التي جرت بين الضحية "زكريا" وهو أحد مدنيي بلدة "رويحينة" الذي كان قد انضم إلى هذه الجماعة وتركها بسبب بغيها ومعاملة عناصرها السيئة للمدنيين، قبل أن تقضي عليها النصرة وعدة فصائل، فقد قام المدعو "أبو ذياب" التابع لداعش باستدراج "زكريا" ذو الـ 22 عاماً إلى مدينة جاسم، يقول أحد أقرباء المغدور زكريا: "قمنا بمراجعة سجل الدردشة الخاصة بزكريا عبر الواتس آب لمعرفة من قام باستدراجه إلى مدينة جاسم مع سيارته من نوع كيا موتورز، وجدنا في سجل الدردشة آخر محادثة حصلت مع أبو ذياب الذي دعا زكريا إلى الغداء".
وبعد أن تناولا الغداء، فقد ذهب إلى مكان غير معروف وقامت هذه العصابة بضربه ضرباً مبرحاً من خلال رؤيتنا لآثار الضرب على وجه المغدور زكريا، ومن ثم فصل رأسه عن جسده ووضعه في كيس، وعند حلول صلاة المغرب قدمت سيارة "هاي لوكس" ووضعت كيسا أسودا فيه رأس زكريا وورقة كتب فيها "هذا مصير عملاء النصرة".
ويضيف: أصر المدعو أبو ذياب على زكريا أن يأتي بسيارته حيث اعتاد أهله على خروجه بدراجته النارية فطلب منه عدم اصطحاب أحد من عائلته أو إخبارهم، لكن بنسيان زكريا هاتفه النقال وصلنا لمعرفة من وراء هذه الجريمة.