أخبار الآن | اللطامنة – ريف حماة – سوريا (مصطفى جمعة)
انقضت خمسُ سنواتٍ من عمرِ الثورة السورية، ولا يزالُ الثوار مستمرين في ثورتِهم، عبر مظاهراتٍ سلمية، عادت على نطاقٍ واسع في ظل الهدنة، ليؤكد الثوار على مسار ثورتهم، وإستمراريتها، حتى إنتصارها، وتحقيق مطالب الشعب السوري.
مدينة اللطامنة بريف حماه الشمالي, المشهد مختلف تماما عن ما عايشته هذه المدينة, قبل خمس سنوات.. فاليوم تستفيق على وقع القصف و المعارك المحتدمة على أطرافها, في الذكرى الخامسة لإنطلاقة الثورة.
ظن أهالي اللطامنة كغيرهم من السوريين, أن المظاهرات السلمية ستحقق لهم مطالبهم, و ستعود عليهم بإنجازات, على غرار الثورات التي إنتهت بتحقيق أهدافها, و كل تلك الأماني كانت و لا زالت مجرد ظنون.
أبو خالد-معارض سوري: قام الشعب بمظاهرات مثله كمثل الشعوب العربية, لكن النظام عبارة عن عصابة, و لو أنه غير ذلك كان سقط بالمظاهرات, لأن الوزراء و المسؤولين و الضبط بالجيش سينحازون لصفوف الشعب, لكنه عصابة حاكمة, و مجرمة, و فئة قليلة تحكم و تتحكم بمقدرات هذا البلد, و تمارس ضده كل أنواع الظلم.
بنظر كثير من السوريين, الثائرين ضد نظام الأسد, الذي بات الحكم في عهده جمهورياً لكن بالوراثة, يبقى للسلمية وقعٌ آخر, يتمثل بتوقِ حناجر من كان يملئ هذه الساحة في يوم ما, و لربما يجد البعض القليل أن السلمية لم تعد حلاً في عصر الحروب التي تُستخدم فيها انواع الأسلحة كافة, لكن الكفةَ ميالةٌ إلى إنتفاضة بدأت بالكتابة على الجدران, و ترديد الشعارات ورفعها.
محمود الحموي-ناشط إعلامي: بدأ النظام يزيد من همجيته بقصف بالبراميل المتفجرة على المدنيين العزل, وهذا كان سببا في نزوح الأهالي, لكن المظاهرات السلمية لا تزال في مخيلتهم و ذاكرتهم, هم اللذين تظاهروا و هم الذين خرجوا في هذه الثورة بسلميتها, و النظام هو من فرض عليها واقع التعسكر.
جلال-طالب جامعي: بداية خرجنا بالهتافات و الشعارات و اللافتات لنسقط النظام, و كان رد النظام علينا بارصاص, و بعد خمس سنوات سنكمل ثورتنا إن كان بالشكل السلمي أو المسلح.
إذاً هي ثورةٌ شعبية بدأت من درعا وتمددت لتشمل معظم المناطق في البلاد, منذ ذلك الحين, أُتيح المجال أمام الأحلام المجهضة لتنهض من جديد, وتصدح بكل قوة .. الله سورية حرية وبس.
من أعلى هذا البناء أطلقت أول رصاصة بإتجاه أكبر تظاهرة بريف حماه الشمالي, حينها تدافع المتظاهرون و رجال الأمن و صقط على إثرها ستة قتلى, تلك الحادثة كغيرها, ولدت شعورا و إنطباعا عند السوريين, أن سلاح الحناجر أهم من البارود, و الدليل عودة المظاهرات بعد خمس سنوات, لتأكد على بدايتها بشكل سلمي.