أخبار الآن | دمشق – سوريا (حسام محمد)
تعيش العاصمة السورية دمشق أجواء غير مسبوقة من الفلتان الأمني وأعمال السطو المسلح على المحال التجارية والصناعية، فيما توسعت أعمال "التشليح" بقوة السلاح والتهديد بالقتل لتصل إلى المارة في الشوارع خلال ساعات المساء، الأمر الذي أجبر أعداد كبيرة من قاطني العاصمة إلى تفضيل عدم التجول خلال ساعات المساء والليل.
"صحيفة الوطن" الموالية للنظام السوري تحدثت خلال عددها الصادر يوم أمس عن مائة وخمسين حالة سرقة أجهزة خليوية شهدتها مناطق عديدة في سورية، نصف أعمال السرقة كانت في دمشق وريفها، في حين أشارت الصحيفة إلى إن مرتكبي تلك الجرائم ينتحلون غالباً الصفات الحكومية.
وبحسب الصحيفة، فإن أعمال السلب والسرقة تكاثرت خلال الثلاثة أشهر الأخيرة بشكل غير مسبوق، فيما كشف المحامي العام في حكومة الأسد "ماهر العلبي" النقاب عن أن سارقي الأجهزة الخليوية في دمشق وريفها يتعمدون الاستقواء على الضعفاء من العامة، بعد انتحال السارقين لصفات حكومية.
بدوره أفاد الناشط الإعلامي "محمد الدمشقي" المتواجد في العاصمة دمشق لـ "أخبار الآن"، بأن سرقة الأجهزة المحمولة والمحافظ الشخصية بما فيها من أموال ووثائق تتجدد بشكل دوري في الأحياء السكنية، حيث تقوم مجموعات مما يسمى بـميليشيا "الدفاع الوطني" بالكم الأكبر منها، مستغلة الصلاحيات المعطاة لها من قبل مخابرات الأسد.
واستطرد "الدمشقي" بالقول: أعمال التشليح التي تقوم بها لجان "الدفاع الوطني" أو دوريات تتبع لـ "حزب الله" تستهدف بمجملها الفتيات، إذ إن المسلحين ينصبون حواجز طيارة آنية على مداخل الأحياء مع انقطاع الكهرباء، ويقومون بسلب كل ما تحمله الفتيات في حقائبهن، كما تشمل أعمال السطو المسلح والتشليح السيارات المدنية وغيرها من الممتلكات.
وأشار الناشط في حديثه، إلى إن الفوضى الأمنية وفلتان الأسلحة ظواهر يعايشها السوريين يومياً، حيث إن بعض العصابات المسلحة التابعة للحزب أو الدفاع الوطني تفرض أتاوات على المحال التجارية الدمشقية، وتشمل هذه الأتاوات مواد غذائية وألبسة بما فيها اللباس الداخلي، مشيراً إلى أن كل ذلك يتم على مرأى ومسمع من المخابرات التابعة للنظام السوري والتي لم تحرك ساكناً.
بدوره أوضح الناشط الإعلامي "علاء الأحمد" لـ "أخبار الآن"، أن ما يحدث داخل العاصمة دمشق من فراغ أمنى سببه تنامي ظواهر وجود وانتشار ميليشيات عراقية وإيرانية ولبنانية، حيث تفرض هذه الميليشيات تواجدها على أهالي العاصمة دمشق بقوة السلاح.
وأضاف، منذ دخول تلك الميليشيات إلى ساحات دمشق، غرقت دمشق بأجواء السرقة والسلب والنهب، في ظل غياب القضاء والأمن من تلك الأعمال، وأكثر المناطق تأثيرا في العاصمة هي السيدة زينب وجرمانا، حيث تعتبر كلتا المنطقتين عقر دار تواجد الميليشيات الشيعية والعراقية، والتي تستبيح بقوتها العسكرية كل حرمة، للحصول على الأموال والألبسة والأغذية وكل ما ينقصها.