أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)
تتفاقم معاناة النازحين في ريف اللاذقية يوما إثر يوم. فبعد الحملة العسكرية التي شنتها قوات النظام مدعومة بالميليشيات الإيرانية وتحت غطاء مدفعي وجوي روسي؛ لم يجد سكان جبلي الأكراد والتركمان والمناطق المحيطة بها، مكاناً للعيش سوى على الشريط الحدودي التركي.
فبعد إغلاق المعابر المؤدية إلى تركيا، بسبب إساءات المهربين والأعمال التي دفعت تركيا إلى إغلاق حدودها بغية حمايتها؛ وانقطاع معظم الطرقات المؤدية إلى المناطق الأكثر أمناً كريف إدلب، بقي النازحون في المخيمات "القماشية" ضعيفة المقاومة لموجات البرد والمطر والرياح القاسية؛ والتي ضربت المنطقة في اليومين الماضيين.
استفاق ليل أمس معظم أهالي المخيمات وتحديداً "مخيم الأنصار" بالقرب من الشريط الحدودي التركي، على أصوات الرياح والأمطار التي بدأت بالتسرب إلى خيمهم، مبللة أماكن نومهم، لتبدأ بعدها الرياح القوية بخلع أوتاد بعض الخيام غير المثبتة بشكل جيد ما أدى إلى خلخلتها وتطايرها ليبقى الأهالي في العراء تحت المطر.
ومع الساعات اللاحقة، بدأت السيول تتسلل بين المخيمات والطرق الترابية المؤدية لها حافرة معها خنادق صغيرة تحول دون المرور من خلالها، وتشكلت الأوحال السميكة ما سبب صعوبة في التنقل والخروج من الخيم المتضررة وبقي الوضع حتى الصباح ليحتمي بعض الأهالي في بعض الأماكن القريبة.
يروي "أبو محمد" معاناته التي مر بها وعائلته ليل أمس 15-3 مع الأمطار والأوحال: "في البداية شعرنا بالبرد ولم نستطع إشعال المدفأة لقلة الحطب وشدة الرياح التي تدفع دخان المدفأة إلى داخل الخيمة، ومن ثم بدأت الأمطار العنيفة، لتتسلل المياه داخل الخيمة وتحديداً مكان نوم أطفالي، حيث قمت برفعهم دون مستوى الماء وتغطيتهم ببعض النايلون ريثما تهدأ العاصفة".
الدفاع المدني في ريف اللاذقية ينقذ الموقف
بعد هذه الحوادث التي اقتصرت على خلع بعض الخيام وبعض الأضرار المادية في هيكلية تجمعات المخيمات "دون أضرار بشرية"، توجهت فرق الدفاع الوطني في ريف اللاذقية ببعض الآليات الهندسية "التركس" لردم الخنادق التي حفرتها مياه السهول وجرف الطين وفتح الطرقات التي عرقلها كتل الطين وبرك الوحل لوصول السيارات؛ وتأمين الأهالي المتضررين.
وفي صباح اليوم لجأ العديد من الأهالي إلى تنظيف المكان بمساعدة الآليات الهندسية وإعادة نصب المخيمات في مناطق أكثر ارتفاعاً عن السابقة تحسباً لأي عاصفة مطرية أخرى قد تضرب المنطقة، ولكونهم غير قادرين على اللجوء نحو مناطق أخرى وانقطاع الطرقات وارتفاع أسعار النقل.
وحسب "أبو علي" أحد الأشخاص الذين ساعدوا سكان المخيمات: "السبب الرئيسي في هكذا الكوارث هي أن طبيعة الأرض ترابية وقد تتعرض للانهيارات المتكررة، وعدم تعبيد أرضية المخيمات والطرق الفاصلة بينها، وذلك لعدم القدرة على ذلك، وبينما يبقى اللاجئون عالقين هنا، يستمر نظام الأسد بقصف الطرقات المؤدية نحو المناطق الآمنة".