أخبار الآن | إسطنبول – تركيا (جابر المر)
تابع السوريون في الأيام الأخيرة "مؤتمر بروكسل" الذي جمع تركيا بقيادة الاتحاد الأوربي من أجل وضع حد لتدفق اللاجئين السوريين إلى أوروبا بطريقة غير مشروعة، وخلال أيام توضحت معالم الاتفاق الذي ينتظر الجميع سريانه بين ليلة وضحاها: "إعادة اللاجئين من اليونان وسفر نظامي لشخص مقابل كل شخص يعود إلى تركيا، 3 مليار يورو إضافية علاوة على مثيلتها التي تعهد الاتحاد الأوروبي بإعطائها لتركيا من أجل تحسين أوضاع اللاجئين السوريين في تركيا، وإمكانية تنقل المواطن التركي بأوروبا بسهولة، بالإضافة إلى إبقاء ملف انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي مفتوحا".
وفي أول بادرة من بوادر تطبيق القرار ووقف الهجرة غير الشرعية، ألقت الشرطة التركية القبض أمس الأربعاء على جميع السوريين المتواجدين في مدينة "ديدم" التابعة لأزمير التركية؛ التي تعد نقطة انطلاق لرحلات بحرية للهجرة غير الشرعية، إذ لا مبرر لوجودهم هناك، حسب الشرطة التركية، إلا السفر بحرا في مراكب الموت "البلم" إلى اليونان.
هذا وقد تجولت حافلات تابعة للشرطة التركية في "ديدم" وألقت القبض على كل السوريين من نقاط الانطلاق أو من الفنادق الخاصة بالمهاجرين واقتادتهم إلى مراكز الشرطة قبل أن تعود لتطلق سراحهم بعد ساعات من ذلك إلى خارج المدنية الساحلية.
لم يتعرض أحد للعنف، إنما فرض على الجميع الابتعاد عن الأماكن المشبوهة للتهريب، وطالما أن "ديدم" مدينة صغيرة وحلول التهريب منها كثيرة، فقد فرضت الشرطة التركية على الجميع المغادرة. بينما شدد خفر السواحل التركي للمرة الأولى من دورياته على طول الشريط الساحلي التركي لمنع قوارب الهجرة غير الشرعية من الوصول إلى الجزر اليونانية.
الإجراء الذي اتخذ اليوم في مدينة "ديدم" ينذر بأن الرحلات البحرية قد تكون قد توقفت بشكل تام من شواطئ تركيا، وذلك بالتزامن مع الاتفاق الأوربي التركي والذي تستمر المشاروات فيه حتى التاسع من الشهر الحالي، حيث نصّ الاتفاق على التزام تركيا بملاحقة شبكات التهريب ومنع انطلاق الرحلات من شواطئها وانتشار قوات بحرية من الناتو في "بحر ايجة".
"خليل الصافي" مهاجر مع زوجته وبناته وصلوا إلى تركيا منذ قرابة الشهر وعلقوا بين شبكات التهريب، يخبرنا التالي: "كل ما أخشاه أن أبقى في تركيا فليس في مخططاتي أن أعيش هنا، وما أن انتهينا من ترتيب أمورنا بين المهربين وقررنا الرحيل حتى علمنا بموضوع وقف الرحلات من ديدم".
"هاني حمّال" يقول: " تأخرت في الخروج من تركيا حيث أن العقبة لم تكن هنا، فمقدونيا أغلقت حدودها مع اليونان، ومنذ يومين أعلنت صربيا وكرواتيا بأنه حتى لو تم فتح الحدود المقدونية اليونانية فإنهما متمسكتين بإغلاق الطريق".
"هبة الفراتي" تخبرنا بأنها لن تستسلم لقرار أحد: "خرجنا من سوريا من الموت، أما عن إغلاق الطريق، أنا لا أريد أن أؤمن بجديته، سوف يجد المهربون طرقا أخرى وأنا بانتظارها، لكني آمل ألا تكون باهظة التكاليف".
من السوريين مَن هو متفائل بمنحة الاتحاد الأوروبي لتركيا، فهو يريد البقاء فيها شريطة تحسين أوضاعه، وبينهم من يعتبرها كارثة تضاف إلى قاموس كوارثه، وما زال العالم يحل أطراف الموضوع ويزيده تعقيدا، وينسى ضرب رأس المأساة الذي يحكم دمشق.