أخبار الآن | إسطنبول– تركيا (أسامة زين الدين)

أعلن رئيس المجلس الأوربي "دونالد توسك" أن أيام الهجرة غير الشرعية إلى أوربا من تركيا قد باتت معدودة، وذلك بعد الاتفاق الذي تم يوم أمس مع تركيا لقاء تسهيلات لمواطنيها في دخول أوربا، ومنحها مزيدا من الأموال لإدارة أزمة اللاجئين على أراضيها.

جاء ذلك عقب القمة الأوربية التركية الطارئة التي عقدت في بروكسل، لبحث أمور اللاجئين ومكافحة الهجرة غير الشرعية. وأضاف "توسك" في مؤتمر صحفي مع رئيس المفوضية الأوربية ورئيس الوزراء التركي، أن القرارات التي تم اتخاذها ترسل رسالة واضحة، أن زمن الهجرة غير الشرعية إلى أوربا قد ولى إلى غير رجعة. وقد تم خلال القمة الاتفاق مع الأتراك على إغلاق طريق البلقان الغربي أمام اللاجئين الذي عبره العام الماضي ما يقارب المليون مهاجر.

مقترحات تركية في قمة بروكسل

رئيس الوزراء التركي "أحمد داوود أوغلو" أعلن أن الخطة التي قدمتها بلاده للاتحاد الأوربي لحل الأزمة تضمنت تسريع رفع التأشيرة على المواطنين الأتراك، من أجل دخول الاتحاد الأوربي، بجدول زمني لا يتجاوز حزيران المقبل، بعد أن كان الاتفاق السابق أن يتم ذلك في نهاية العام الجاري. كما أكد "أوغلو" أن بلاده تريد ردع ومكافحة مهربي البشر، مؤكدا أن بلده أكثر بلد يستقبل اللاجئين حاليا.

وقامت تركيا بطرح رؤيتها لحل الأزمة، والتي تتمثل بأن يقوم الاتحاد الأوربي بتوطين لاجئ سوري في أراضيه، مقابل كل سوري تقبل تركيا بإعادته إلى أراضيها من أوربا. وطلبت تركيا تقديم 3.3 مليار دولار زيادة على المليارات الثلاثة المقررة مسبقا لإقامة مشاريع تهدف لتحسين وضع اللاجئين السوريين الحاليين على أراضيها.

يذكر أن عدد السوريين في تركيا قد تجاوز 2.7 مليون، يقطن ما يزيد عن نصف مليون منهم في مدينة اسطنبول، وأن المساعدات الأوربية ستساهم في دمج السوريين في مدارس تركيا عبر برامج تعليمية يتوقع أن تعتمد مناهج بلغة عربية، إضافة إلى تحسين شروط معيشة السوريين بتأمين فرص عمل لهم.

تخوف سوري وتشديد على الحدود التركية

يعيش كثير من السوريين حالة تخوف وترقب مما يمكن أن تتمخض عنه هذه القمة، فقد جاء في أحد بنودها أن تقوم أوربا بإعادة اللاجئين بطريقة غير شرعية إليها إلى تركيا لأسباب اقتصادية، وعبروا عبر صفحات التواصل عن تخوفهم من هذا القرار بعد دفع الكثير منهم مبالغ كبيرة وكل ما يملك للهرب من جحيم الحرب في سوريا.

"حارثة" لاجئ سوري وصل ألمانيا حديثا ولا زال في مخيمات اللاجئين، قال لأخبار الآن أن حالة من الفزع تسود أجواء المخيم، وعبر عن سخطه أن "يصبح اللاجئون السوريون مادة يتاجر بها من قبل الأتراك والأوربيين لتحصيل أكبر قدر ممكن من المصالح".

كما شهدت الحدود التركية مع المناطق المحررة تشديدا تركيا كبيرا حيث يصعب الدخول لتركيا برا دون معاناة كبيرة، وذكرت الناشط "أبو أنس" لأخبار الآن أن الحدود تشهد إجراءات غير مسبوقة، حيث تعوّد الدخول والخروج من المعبر عبر إذن خاص للمنظمات الإغاثية، إلا أنه عند دخوله يوم أمس تم طلب إقامته في تركيا وهوية الجهة التي يعمل لديها على أن تحمل رقم وتاريخ ترخيص معترف به في تركيا.

يذكر أن الحدود التركية قد شهدت الأسابيع الماضية بشكل متكرر إطلاق نار من قبل الجندرما التركية على العابرين بطريقة غير شرعية ما أدى لمقتل العديد منهم، وأن تركيا قد فرضت شروطا مشددة لدخول السوريين لأراضيها مطلع العام الجاري.