أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (أحمد أمين)
غابت المعاهد والجامعات التي تعمل على إعداد كوادر طبية مختصة وقادرة على القيام بالعمل الطبي في المناطق المحررة. وتبدو هذه المناطق اليوم بأمسّ الحاجة إلى خبرات قوية في المجال الطبي نظرا للتأخر الكبير في هذا الجانب نتيجة ظروف الحرب والحصار، التي ساهمت في انتشار الأمراض بين الناس، لذلك اتجهت الجهود نحو وجود بديل يقوم على تدريب العاملين في المجال الطبي، فكانت فكرة إنشاء "معهد كفرنبل للتدريب الطبي" في محافظة إدلب.
فكرة المعهد وموجباته
وفي حديث مع مدير المعهد "مناف الحميدي" لأخبار الآن يقول: جاءت فكرة المعهد على إثر القيام ببعض دورات التمريض الأولية في مدينة كفرنبل، والتي تهدف إلى تدريب كوادر جديدة وإعدادها بشكل أكاديمي علمي نظرا للحاجة الماسة للكوادر الطبية التي تملك خبرة جيدة في موضوع الإسعافات الأولية والتعامل مع الجرحى الذي يسقطون بشكل يومي بفعل القصف المستمر.
بدأ المعهد كتجربة جديدة بإمكانية بسيطة ومتواضعة وبمجهود شخصي بذله عدد من الأطباء والناشطين في الحقل الطبي في المحافظة، وبعد أن لاقى الطرح قبولا نتيجة حاجته الماسة، بدأ العمل على تطويره وتنظيمه ليكون معهدا نظاميا قائما على كوادر من الأطباء من كافة الاختصاصات وضمن شروط قبول نظامية للطلاب والمتدربين، وتم وضع خطط من أجل تنظيم عمل المعهد بشكل كامل.
ويؤكد "الحميدي" أنه تم تجهيز كادر إداري، وتم وضع شروطا خاصة فيما يتعلق بالطلاب المسجلين في المعهد، على أن يحمل كل طالب ثانوية عامة وأن لا يزيد عمره عن 30 عاما ويدفع رسوما مالية بسيطة لمرة واحدة خلال فترة الدراسة التي تستمر مدة ستة أشهر.
الوضع التعليمي والتدريبي
وبخصوص الوضع التدريبي والتعليمي في المعهد، يضيف "حميدي": ينقسم التدريب في المعهد إلى قسمين، قسم "دراسة نظرية" يدرس الطلاب خلالها 7 مواد طبية وتمريضية تتناول أساسيات التمريض النظري والإسعافات الأولية والتشريح والفيزيولوجيا والأدوية والمعالجة الفيزيائية ومصطلحات طبية في أكثر من لغة أجنبية، ويتم التدريب في مقر المعهد كخطوة أولية من عملية إعداد الكوادر ومن النظام التعليمي الذي قام الكادر الإداري بوضعه في المعهد، ثم تبدأ المرحلة الثانية وهي "التدريب العملي" في النقاط الطبية والمشافي الميدانية الموجودة في المنطقة ويستمر التدريب العملي لمدة 4 أشهر متواصلة ودوام يومي وإشراف نخبة من المدربين ذوو الشهادة والخبرة في العمل الطبي، حيث يضم كادر المعهد 7 من الدكاترة والصيادلة من كافة الاختصاصات.
الوضع القانوني للمعهد
بعد أن تم تأسيس المعهد وتشكيل الكادر ووضع خطة تدريبية كاملة، تم الحصول على اعتراف من مديرية صحة إدلب الحرة ليكون لطلاب المعهد فرصة للتوظيف في المنشآت الطبية والمشافي الميدانية التابعة لمديرية الصحة في محافظة إدلب، ومن أجل تزويد المعهد بما يحتاجه من كوادر ومدربين ولوازم أخرى.
يقول الطالب "سليمان العبدو" أحد المنتسبين إلى المعهد: "تعتبر فكرة المعهد من الأفكار الجيدة واللازمة بشكل كبير في الوقت الراهن، فهناك نقص كبير في محافظة إدلب وفي المناطق المحررة بالمسعفين والكوادر الطبية المدربة التي تعمل على معالجة وإسعاف الجرحى، وهناك قسم كبير من العاملين في المشافي الميدانية أو النقاط الإسعافية لا يملكون أية خبرة عن العمل الطبي لكنهم مضطرين للعمل في هذا المجال نظرا لكثرة الجرحى الذين يقعون بشكل يومي. كنت أحد العاملين في نقطة طبية وانتسبت الآن للمعهد من أجل امتلاك خبرة علمية وتنمية وتطوير نفسي في هذا المجال".