أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (إيهاب بريمو)
خرجت يوم أمس، بعد مشاحنات مختلفة، مظاهرة في بلدة "دركوش" في ريف جسر الشغور. بلدة دركوش، حاضنة الحراك الثوري السلمي منذ بداية الثورة السورية، حاولت الخروج في مظاهرة يوم الجمعة الماضي، لكنها قوبلت بـ "الرصاص الحي" من قبل "جبهة النصرة".
يوم أمس الأحد، كان الأمر مختلفا، حيث شارك بعض عناصر "النصرة" في المظاهرة حاملين أعلامهم وراياتهم!، وتظاهر قرابة الخمسمائة شخص في ساحات وشوارع بلدة دركوش والقرى المجاورة لها، حيث استقطبت المظاهرة جميع الشباب الثائر في المنطقة ليرفعوا الصوت ويقولوا "عاشت سوريا ويسقط الأسد".
كانت أصوات حناجر المتظاهرين تهتف وتعيد للثورة السلمية ألقها القديم بهتافات مثل: "لا تراجع لا استسلام، يا ما حلاها الحرية، الشعب يريد إسقاط النظام" والعديد من الهتافات المطالبة بتوحيد الصفوف الثورية.
يقول "قتبية علاء الدين" أحد المنظمين للمظاهرة: "الهدف من المظاهرة هو إعادة إحياء زمن الثورة السلمي من خلال المظاهرات والقول للعالم أجمع أننا شعب مسالم أجبر على حمل السلاح من أجل الدفاع عن عرضه وماله"، وأضاف "علاء الدين": دعينا للمظاهرة قبل يومين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وقمنا بتحضير اللافتات والهتافات وأعلام الثورة، وقد عبّر عن شعوره قائلا: في مراحل التحضير للمظاهرة كنت أعيش نفس اللحظات قبل أربع سنوات، وختم اللقاء بقوله: سوف نخرج كل يوم وفي كل جمعة تحت القصف حتى يسقط النظام.
الأخضر يزيّن سماء دركوش
أعادت مظاهرة أمس للعديد من الشباب الثائر ثقتهم بنفسهم وكسرت جميع القيود والمخاوف التي كانت مفروضة عليهم. "عبد الكريم أبو الحارة" أحد المتظاهرين قال: "المظاهرة اليوم كانت مفصلية، كسرت حاجز الخوف عند العديد من الشباب وأعادتنا إلى الأيام الأولى من الثورة السورية"، "أبو الحارة" صاحب الصوت الجميل لم يبخل على المتظاهرين من غناء أغاني الثورة السلمية، أما عن شعوره وهو يغني ويهتف فيقول: "عدت بالزمن أربع سنوات مضت، أصابتني قشعريرة وشعرت بسعادة لا توصف تجري في عروقي، شاهدت أعين الشباب التي تشع ويخرج منها بريق أمل، ونحن ماضون في ثورتنا؛ ثورة الحرية والكرامة".
بدوره "محمد خضير" مدير مركز جسر الشغور الإعلامي، الذي كان حاضراً قال: "لا يوجد أسمى من شعور الإنسان بالحرية والكرامة، كنا في أوائل أيام الثورة نحطم قيود الظلم والقمع والاستبداد الذي مارسه نظام الأسد الأب قبل الابن، والآن نحطم جميع القيود كالقصف وغيره"، وأضاف: "خرجنا اليوم من أجل المعتقلين الذين تظاهروا والآن هم في سجون الأسد، خرجنا للتأكيد على ضرورة الحراك السلمي"، وعن شعوره أثناء التظاهر قال: "هناك شعور من السعادة التي كانت تملأ قلبي، شعرت أني في أولى المظاهرات في مديني جسر الشغور".
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المظاهرة كانت الأقوى في البلدة، حيث استقطبت العديد من الشباب وحتى العسكريين الذين كانوا في بداية الثورة متظاهرين سلميين.
ثورة ضد كل أشكال الطغيان
أما الناشط "مصطفى الأحمد" فقد عبّر عن سعادته العارمة عند رؤيته للصورة التي تناقلها العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي للمظاهرة قائلا: "هي ثورة على كل حاكم وطاغية، فكما كانت ضد نظام بعثي يدعي الوطنية هي اليوم تعود ضد طغاة بلون آخر، ضد كل طغاة العالم".
"الأحمد" لم يتمكن من حضور المظاهرة بسبب تعرض إحدى القرى للقصف كنوه عضوا في الدفاع المدني، وقد أنهى الحديث بقوله: مظاهرة اليوم هي ضد كل من يريد سلب أهدافها بالحرية والكرامة وطمسها باللون الأسود.
حاول المتظاهرون اليوم إيصال رسالة للعالم أجمع أنهم باقون وصامدون على مبادئ الثورة التي خرجوا من أجلها منذ خمس سنوات، كما وجهوا رسالة من خلال المظاهرة إلى كافة الفصائل العسكرية للتوحد ومحاربة النظام وحلفائه حتى النهاية.