أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة
في النهاية، داعش كان معنياً بالمال. معلومات مسربة من الموصل تظهر أن تدمير المستودعات النقدية للتنظيم يلحق ضرراً أوسع وأكبر بكثير مما تم ذكره في بداية الأمر. يبدو أن المال هو الغراء (الصمغ) الذي يساعد التنظيم على التماسك، وبفقدانه للمال بدأ داعش بالانهيار.
معلومات من داخل الموصل توحي بأنه منذ بدأ ضربات طيران التحالف الشهر الماضي بدأ السكان المحليين بالانقلاب ضد التنظيم بأعداد متزايدة. اضطر داعش لخفض رواتب مقاتليه بشكل كبير نتيجة فقدانه مخازنه النقدية. ونتيجة لذلك، بدأ السكان المحليين بتجاهل مسلحي داعش، وزادت عمليات سرقة سيارات الأجرة والدراجات النارية. وقد اختفى بعض قادة داعش من المستوى المتوسط عن المشهد خاصة بعد تلقيهم تهديدات على حياتهم.
مصادر داخل الموصل قالت بأن قادة داعش بدؤوا بالاختباء، ليس خوفاً من ضربات طيران التحالف فحسب، بل خوفاً من هجمات انتقامية ضدهم كجزء من الاضطرابات العامة المتزايدة.
هذا أمر متوقع، لأنه مع استمرار خسائره في الاحتياطات النقدية، فإن شعبية داعش بين السكان المحليين تتضائل بسرعة. قوة داعش وجهوده في تجنيد سكان الموصل المحليين كانت دائماً مثل زواج المنفعة: في الماضي، اختار المواطنين المحليين في الموصل الانتساب لداعش لكسب المال والقوة، لم يكن هذا توافقاً أيديولوجياً. فالكثير من الناس ببساطة ليس لديهم مصادر بديلة للمال. ومع فقدانه للمال، بدأ داعش بفقدان تأثيره وقوته بين السكان المحليين. لهذا السبب بدأ سكان الموصل المحليين بالانقلاب ضد داعش. هذه العملية يمكن أن تكتسب زخماً بسرعة كبيرة، لأن داعش الأن لا يشكل أكثر من مجموعة من الوعود المنكوثة.
كوباني، تكريت، الرمادي، الشدادي، والأن الموصل. الطريق التي يسير داعش باتجاهها واضحة جداً: فهو يتجه بأقصى سرعة نحو الفشل والخسارة. الموصل كانت مرحلة حاسمة جداً في ميلاد داعش. والأن اصبح واضحاً أنها ستلعب دوراً كبيراً في انهياره.