أخبار الآن | الرقة – سوريا (رشيد الحمد)
عند الحادية عشر من ظهر أمس، أمسك بحلقة حزامه الناسف مهددا بتفجير نفسه إذ لم تعيد له دورية "الحسبة" ما صادرته منه، وفوراً ضرب المكتب الأمني التابع للنقطة "11" وهي "بمثابة فرع استخبارات داعش" طوقاً أمنياً على منطقة "الأماسي" في الوسط التجاري لمدينة الرقة وطلب من الجميع مغادرة المكان فورا، "صالح" أحد أصحاب محلات ألبسة الأطفال لم يتمكن من الهروب فاختبأ داخل محله وتابع المشهد.
بضاعة "أبو حذيفة" التي يطالب بها ويهدد بتفجير نفسه من أجلها هي أربعة أكياس من حبوب "الكبتاغون" والتي تقدر بـ 8000 حبة والتي صادرتها الحسبة من سيارة كانت متوقفة أمام محل "صالح" لتنتهي القصة بتعهد أحد الأمنيين لأبي حذيفة بتسليمها له لاحقا. هذا هو الحال لكثير من منتسبي داعش في الرقة، تجارة مخدرات وآثار وتهريب بشر ولا يعنيهم الوضع المعاشي أو قصف الطيران.
غير بعيد عن شارع الأماسي، استعرض داعش أمام أهالي الرقة رتلا من "البيك أب" يحمل أقفاص حديدية، يحتجز في كل منها شخصين أو ثلاثة "هم أسراه" حسب مكبر الصوت في السيارة الأولى التي تتقدم الرتل، وأسراه من "تل أبيض" في الريف الشمالي وأيضا من ريف حلب الشرقي الجنوبي والذي قدر عددهم الناشط "مصعب الفرحان" بأكثر من 50 شخصا.
إعدامات مختلفة لداعش في ريف الرقة الشمالي
في الريف الشمالي، شنت طائرات التحالف أكثر من 50 غارة على المنطقة الواقعة بين "الغازلي" و"الزيدي" محولا أغلب بيوت "الغازلي" إلى ركام. وتأتي أهمية المنطقة من كونها ممرا لمتسللي داعش باتجاه تل أبيض واتخاذ قرية الغازلي نقطة انطلاق لهم.
إلى الشمال، وتحديدا في قريتي التركمان "تركمان جنوبي" وتركمان شمالي"، لا يزال عناصر داعش يسيطرون عليهما وسط غياب كامل لطيران التحالف بسبب وجود أعداد كبيرة من الأهالي "حوالي 5000 نسمة" تمنعهم داعش من الخروج، وأيضا قام عناصر داعش ومنذ أول أمس "تاريخ سيطرتهم على القريتين" اللتين دخلوهما بلباس "الوحدات الكردية" وبسيارات ترفع علمها، باعتقال 32 مدرسا ممن قدموا استتابة عندما كانت داعش تسيطر على المنطقه قبل انسحابها منها في شهر حزيران الماضي.
ونفّذ عناصر ثلاثة إعدامات بحق أشخاص من عائلة "الدوان" و"الملاوني" حرقا وهم أحياء، وفي نفس القريتين تم إعدام خمسة أشخاص آخرين رميا بالرصاص بتهمة انتمائهم لـ "قوات سورية الديموقراطية". وعند العاشرة من صباح اليوم سمح داعش لـ 70 عائلة بالخروج من التركمان مشيا على الأقدام باتجاه قرية "الخناع" 7 كم شرقي التركمان.
خبراء أمريكيين يدربون "قوات الديمقراطية"
وفي "عين عيسى" وتحديدا في مقر اللواء 93 تجري استعدادات لتخريج الدورة الأولى من متدربي "قوات سورية الديموقراطية" غدا، والتي يشرف على تدريبهم 8 خبراء أمريكان يتم نقلهم يوميا صباحا ومساء بواسطة طائرات الهليكوبتر من مدينة عين العرب إلى مقر اللواء وبالعكس. وفي عين عيسى أيضا قامت "الوحدات" التابعة لـ "PYD" بتجريف 13 منزلا في قرية "العويدية" 6 كم غربي عين عيسى.
أما في تل أبيض، فقد استقر الأمر بالكامل لـ "لوحدات الكردية" وبقي فقط مجموعة عناصر تابعين لداعش محاصرين في محطة الكهرباء حصارا تاما.