أخبار الآن | دمشق – سوريا (يمنى الدمشقي)

أطلق ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي هاشتاغ "لا وقف إطلاق نار بدون داريا" في محاولة منهم لحث المجتمع الدولي للضغط على النظام لضم داريا إلى المدن التي من المفترض أن تدخل في هدنة وقف إطلاق النار، بعد اتهامات متعددة من النظام بأن المدينة تأوي "إرهابيين" من جبهة النصرة وداعش، الأمر الذي نفاه ناشطون وإعلاميون في المدينة.

هاشتاغ التضامن

انطلق المشاركون بالهاشتاغ من اعتبار داريا أيقونة سلمية في الثورة ورمزاً ثورياً مميزاً، واعتبروها رمزاً للبطولة كونها لا تحوي كتائب متنازعة بل استطاعت بصمود مقاتليها القلائل أن تقاتل جيش النظام وروسيا والميليشيات التابعة لإيران.

ونشر المشاركون شعارات من قبيل "داريا أيقونة الثورة" "لا هدنة ولا وقف إطلاق نار من دون مدينة العنب"، وكتب المدون "أحمد أبازيد": "#داريا أيقونة الثورة السورية، وأجمل نموذج أخلاقي قدمته الثورات، وحجتنا للتاريخ: وسط هذا الخراب وتحت نيران العالم كان يبني الرجال الأحرار جنتهم، نحمل علم الثورة والسلاح." ونشر "شعاع شمس" أحد عناصر الدفاع المدني في سوريا الأسباب التي جعلت النظام يخشى من ضم داريا إلى الهدنة: "ليش داريا لاء لأنو في علم استقلال مرفرف فوق كل شي، لأنو المجلس المحلي مستقل والكل تابعين الو حتى العسكر، لأنو قائد اللواء فهمان وضابط، لأنو كلن شباب مثقفين، لأنو في ثورة بداريا متل ما الكل بيحلم، داريا خارح حساباتهم، أنقذوا داريا لأنها أيقونة الثورة".

ونشر عباس شريفة: "لا معنى للثورة بدون داريا، من تحت الحصار أفنت الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة بلا منة ولا أذية ولم تغرق الإعلام بالإصدارات والتصاوير". بينما كتب الصحفي خالد الدغيم: "#داريا أخوة العنب والدم، صورة الثورة السورية، بعيداً عن مكياجات خادعة، ومزايدات كاذبة، ووجه ملثم، وفكر أسود مستأجر".

حملات تضامن مع داريا

وحصد الهاشتاغ انتشاراً كبيراً وأسهم في وصول نداءات المحاصرين إلى المجتمع الدولي، الأمر الذي دعا الائتلاف إلى رفض استبعاد داريا عن الهدنة وعقد لقاءات متكررة بشأنها، وهذا ما أكده الناشط "أيهم" من مدينة داريا، حيث تم تكثيف اللقاءات مع الهيئة العليا المسؤولة عن التفاوض، وصدر بالأمس قرارا يقضي بضم داريا إلى المدن التي عقدت هدنة بعد تأكد خلوها من أي من عناصر جبهة النصرة أو داعش.

وتزامناً مع كل ذلك خرجت مظاهرات متعددة في عدد من المناطق السورية كما في إدلب ودرعا، متضامنين مع داريا ومعلنين وقوفهم بجانبها. إلا أن النظام كان قد ختم آخر أيام الهدنة المزمعة بإمطار المدينة بـ 76 برميلاً و14 صاروخ أرض-أرض ومئات القذائف ما أسفر عن سقوط تسعة ضحايا من المدنيين، وما إن دقت الساعة 12 ليلاً من صبيحة يوم السبت 27 فبراير حتى عم الهدوء المدينة، هدوء ربما لم تنعم به منذ ما يزيد عن ثلاثة سنوات، وأكد أيهم أن آخر برميلين قد سقطوا على المدينة في تمام الساعة 11:58 ليلاً، وكان جلياً خلال ساعات النهار أن النظام يمعن في القصف على المدينة بشكل هستيري، فخلال الساعة الأخيرة فقط من الهدنة سقط ما يزيد عن عشرين برميلاً.

ويبقى السؤال الأساسي هل سيسهم اتفاق وقف إطلاق النار بفك الحصار عن مدينة داريا وإدخال المساعدات للمحاصرين هناك؟.

تحدث "أيهم" أن عدد المدنيين الذين تبقوا في المدينة والمحاصرين بها 8300 مدنياً منهم 2120 طفل حتى عمر 16 سنة، و1590 امرأة، و3590 رجلا، بينما تتوزع باقي الأعداد على العائلات، وانخفضت هذه الأعداد بعدما كانت المدينة تأوي 250 ألف شخص، خرج أغلبهم بعد ارتفاع نسبة الدمار في المدينة إلى 90%، وأكد أيهم أن أهم بند من بنود وقف إطلاق النار هو إدخال المساعدات الإنسانية إلى المدينة لاسيما أنها صنفت من المدن الثمانية عشر التي من الواجب إدخال المساعدات الإنسانية إليها بحسب اتفاق ميونخ، ولا زالت الضغوطات مستمرة على النظام بشأن إدخال المساعدات الإنسانية وهو ما يجب أن تكشفه الأيام القادمة من الهدنة التي بات الكثيرون ينظرون إليها على أنها قد تكون طوق النجاة الذي قد ينقذ ما تبقى من السوريين من الموت اليومي المفروض عليهم.