أخبار الآن | درعا – سوريا (أسامة زين الدين)

 

شهدت الأشهر الأخيرة في محافظة درعا اشتداداً لوتيرة القصف الروسي، وتكثيفاً لهجمات النظام وقصفه الجوي على مدن وقرى حوران، وقد تركز القصف على الأسواق الشعبية، وتجمعات المدنيين وبيوتهم، ولم يستثن المنشآت الطبية حيث خرجت ست مشاف عن الخدمة. نجم عن ذلك  تهجير عشرات آلاف المدنيين، وإصابة المئات منهم إصابات بالغة وسط مأساة إنسانية دفعت المجلس المحلي لمدينة درعا والنعيمة لإعلانهما منطقتين منكوبتين، وبحاجة عاجلة لمختلف أنواع المساعدات الطبية والإغاثية.

في استجابة منها لهذه الأزمة القديمة المتجددة، قامت "رابطة أهل حوران" أحد أكبر المنظمات المجتمعية في الجنوب بمشروع تقوم فيه بكفالة ورعاية المصابين والجرحى ذوي الحالات المستعصية، والتي تتطلب عناية خاصة، وتستوجب دفع مبالغ طائلة للعلاج، يصعب على المدنيين تأمينها في ظل الظروف الصعبة التي يعايشونها.

مئات المستفيدين في الداخل والخارج

مشروع استفاد منه مئات المدنيين كما يقول المدير التنفيذي للرابطة "خالد زين العابدين" لـ"أخبار الآن" حيث ساهم المشروع في تأمين علاج ما يزيد عن 764 جريحاً ومصاباً، وتم علاج 19 حالة حرجة في المشافي الأردنية، لعدم توافر المعدات اللازمة في الداخل، وتضررها الدائم نتيجة استهدافها المتكرر بالقصف، كما استفاد من المشروع في محافظة درعا ضمن المشافي الميداني ما يزيد عن 745 مصابا بحالات مختلفة.

وأضاف "زين العابدين" أن مشاريع رعاية الجرحى هي مشاريع متجددة منذ أن بدأ النظام وشركاؤه شن حربهم على المدنيين، وأن الرابطة تقوم منذ تشكليها على رعاية الجرحى في مشاريع متنوعة، وأن الحاجة لهكذا مشاريع لا تتنهي ما دامت الحرب مستمرة، وبحاجة لتضافر كافة الجهود للتخفيف من معاناة الجرحى ومأساتهم الإنسانية.

وعن مدى الاستفادة العملية من المشروع، يقول "زين العابدين" أن المشروع قد أسهم في إنقاذ حياة 17 مريضاً من أصل 19 حالة حرجة وصلت للأردن، بينما توفي اثنان لصعوبة حالتهما، حيث يتطلب العلاج في الخارج متابعة دائمة ومعقدة تتضمن نقل المصاب من المشافي الحدودية، والتنسيق مع مشفى يستطيع القيام بهكذا نوع من العمليات، ومتابعة دائمة لحالة المرضى وتطور أوضاعهم.

مستلزمات طبية للمشافي

تعاني المشافي الميدانية في درعا من صعوبات جمة، زاد من تفاقمها تركيز الطيران الروسي عليها في درعا خاصة، وفي كل المحافظات السورية عامة، حيث استهدف ما يزيد عن 27 منشأة طبية منذ بدء عدوانه إلى اليوم، ولذا قام المشروع أيضا بتقديم مساعدة للمشافي التي تقوم باستقبال هؤلاء المرضى، وتم دعم ست مشاف ميدانية، توزعت بين شرق درعا وغربها بالمستهلكات والحقائب الطبية اللازمة لهم.

تفريج كربة لأهالي الجرحى

تشكل إصابة أي مدني عبئاً يصعب حمله، وتلقي بأعبائها المادية والصحية والنفسية على المريض وأهله، خاصة مع خروج كثير من الخبرات والكفاءات الطبية خارج البلد، وفقدان معظم المعدات الطبية، إضافة إلى التكلفة الباهظة للعلاج خارج المشافي الميدانية في دول الجوار التي يصعب الوصول لها إلا بشق الأنفس، والتي يُحظَر في بعضها دخول أحد مع المريض ويمنع خروجه خارج المشفى طيلة فترة العلاج.