أخبار الآن | عنتاب – تركيا (إيمان حسن)
الكثير من التصريحات عقب إعلان أمريكا وروسيا قرار وقف إطلاق النار في سوريا تحدثت عن تفاؤل شديد في الساحة السورية، لكن "إياد" 11 عاماً، من حلب مقيم في تركيا، لم يفهم شيئا من القرار، وإنما استمر في اللعب بكرة القدم مع أصدقائه في الحديقة المجاورة لمنزله.
عامان قضاهما إياد في تركيا مع والديه المهووسين بالأخبار كما الغالبية العظمى من السوريين، تغيرت خلالها مشاعر الوالدين كثيراً قبل أن تتأزم مع تدخل روسيا في سوريا، إلا أنه اكتشف أخيراً لحظة أمل على وجه والده مما يعني تغير ما في عالم الأخبار "السيئة".
الأطفال اللاجئون يترقبون العودة
أطفال سوريون كثر راقبوا حالة ذويهم في بلاد اللجوء، كما أطفال كثر راقبوها داخل سوريا، بكثير من الأمل في أن يعودوا إلى منازلهم ومقاعد دراستهم وملاعبهم الصغيرة.
حتى "عصام" 9 أعوام، من ريف دمشق مقيم في لبنان، قال: "مدرستي كانت قريبة من بيتنا حيث كنت أقطن في حرستا، وكانت أمي تشتري لي من السوق القريب ملابس جديدة دائماً، كنت أعيش في أجمل حي بالشام، لكنه تدمر بسبب الطيارات، ولا أعرف ماذا حل بمنزلنا لكننا سنعود قريباً كما قالت والدتي ووالدي لأن الطيران سيتوقف".
لم يخفِ والدا عصام، فرحتهما بقرار وقف إطلاق النار الأخير، وعند سؤال "عصام" لذويه عن سبب فرحتهما، أجاباه بـ"أننا سنعود قريباً إلى حيينا". إلا أن "رضوان" 14 عاماً، من حمص مقيم في لبنان فسّر الخبر دون مساعدة ذويه وقرر أنه سيعود إلى بلده قريباً حتى لو رفض والداه الموضوع.
المدرسة أفضل من العمل
يقول رضوان: "منذ قدومنا قبل سنتين إلى لبنان وأنا أعمل في مجال المياه وتعبئتها، تعبت من العمل، وأريد العودة إلى دراستي بحمص حتى لو كانت مدمرة، فأنا لا أحب المكان هنا، وليس لي أصدقاء أو أقارب، بينما في حمص كل أقاربي وأصدقائي".
معظم الأطفال اللاجئين في دول الجوار يعملون لمساعدة ذويهم في تأمين أساسيات الحياة والمصاريف اليومية، إذ تصرّح تقارير صحفية رسمية بين لبنان وتركيا وجود ما يقارب 500 ألف طفل سوري خارج التعليم وبالتالي قد يكونوا توجهوا إلى العمل لمساندة ذويهم.
كفاهم حصاراً وقتلاً
لكن على الطرف المقابل هنالك أطفال سوريون يعيشون معاناة الحصار في الداخل، حاولوا أخيراً أن يوصلوا رسالة إلى المجتمع الدولي من مدينة داريا بريف دمشق "نحن أطفال ولسنا إرهابيين كفانا قتل وجوع".
إلى جانب أطفال داريا، يعيش أطفال مضايا وأرياف أخرى معاناة ذات الحصار، حيث توفي منهم ما يقارب الخمسين طفلاً كنتيجة للحصار وتداعياته، فيما قضى عشرات الآلاف تحت القصف في تلك المناطق ولم يبق لهم سوى وقفٍ لإطلاق النار يجعلهم "جيل المستقبل السوري".
"أم محمد" 28 عاماً، من حلب تقول: "لدي خمسة أطفال، وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، تعني كثيراً لي ولهم، فهم بحاجة إلى أن يكون لديهم مستقبل واضح، بدل حياة التشرد والقتل والتدمير هذه"، وتردف: أحياناً أتمنى لو لم يأتوا إلى هذه الحياة، لكنني أخيراً أستسلم لقضاء الله وقدره.
الأطفال الخمسة لأم محمد، ما زالوا صغاراً ولا يمتلكون أدنى فكرة عما سيحدث مستقبلاً، لكنهم يبتسمون عند أدنى حركة تقوم بها والدتهم، رغم خوفها من المستقبل القريب لحلب، وقلقها من إمكانية فشل وقف إطلاق النار.
الأطفال مستمرون في الحياة
فيما ينسى أطفال سوريون من ريف حمص هموم الحرب وقرارات كثيرة قد تعني ريفهم؛ يلعبون بكرة القدم في منطقة سوّاها الطيران الحربي بالأرض، ويذكرون جملا كثيرة من قبيل "الطيران الروسي المجرم" و"ميليشيات شيعية" و"الأسد ما لو مكان بسوريا" عند سؤالهم عن رأيهم بقرار وقف إطلاق النار، ثم يتابعون لعبهم، لينتظروا يوماً ما تتحول فيه جملهم إلى "سوريا تحميني".