أخبار الان | دبي – الإمارات العربية المتحدة
خسر داعش مدينة الشدادي التي تقع على بعد 60 كيلومتر من الحسكة جنوب سوريا. كان داعش يستخدم الشدادي كقاعدة العمليات الرئيسية. حتى قامت قوات سوريا الديموقراطية بمساعدة من التحالف الدولي بهزيمة داعش داخل هذه المدينة الاستراتجية وما حولها. معركة الشدادي قد تتحول الى حدث مهم في تاريخ هزائم داعش لعدد من الاسباب وهي كالتالي :
1- الشدادي لم تكن مدينة عادية، ففي الأشهر الماضية قامت مصادر داخل تنظيم داعش بالحديث لأخبار الآن أن بعض كبار قادة داعش وعوائلهم يسكنون في هذه المدينة. هجمات داعش ضد المدن والقرى السورية الكردية تم الترتيب والتخطيط لها بشكل كبير من داخل مدينة الشدادي. ومع سقوط الشدادي، فقد داعش قدرته على شن هجمات مضادة بشكل فعال ضد قوات سوريا الديموقراطية.
2- خسارة الشدادي جاء في وقت كان داعش قد فقد فيه عدة مخازن أموال في الموصل، وبدأ يشعر بعجز نقدي مرير إضافة إلى عدم قدرته على دفع رواتب لمقاتليه أو تنفيذ عمليات حربية. ولقد أظهرت مدينة الشدادي بشكل واضح أن داعش غير قادر على السيطرة على مناطق استراتيجية مهمة. وبعد خسارة الشدادي، فقد تم قطع الطريق الواصل بين الموصل والرقة.
3- حظيت قوات سوريا الديموقراطية بانتصار آخر ضد داعش ونجحت في تقسيم الأرض الخاضعة لاحتلال التنظيم إلى جزئين. هذه القوة الفعالة جداً هي ما سيكون على داعش مواصلة مواجهتها في المستقبل، وكل العلامات تشير بأن داعش لن يستطيع ايقاف تقدم قوات سوريا الديموقراطية.
4- الشدادي كانت نموذج لمحاولات داعش أن يحول سوريا إلى مناطق خارجة عن القانون مثل أفغانستان. الأن يمكن للمدنيين الذين يعيشون في مدينة الشدادي المحررة أن يحكوا قصصهم، وربما يعرضون دلائل مرئية كالصور ومقاطع الفيديو ليخبروا الناس كيف كانوا يعيشون تحت حكم داعش، ويقوموا بفضح حقيقة داعش للعالم.
5- الأهم من ذلك، بعد فقدان الأراضي الواسعة النطاق وفقدان كميات هائلة من الأموال، كل هذا سيجعل قيادات داعش ومقاتليه يتسائلون كيف سيمكنهم الحفاظ على ما يسمونه "الخلافة". خسارة الشدادي كانت دليلاً على أن قادة داعش غير قادرين على الحكم والإدارة، خصوصاً بعد أن تم فضحهم لكونهم غير قادرين على حماية مصادرهم وآراضيهم ونقاطهم الاستراتيجية.