أخبار الآن | ريف الحسكة – سوريا ( خاص )
أكثر التحديات التي تواجه تنظيم داعش الآن هي الخسائر المالية، إذ تعد الأموال شريان الحياة الرئيسي لتنظيم داعش، ولتمويل عملياته الإرهابية خارج سوريا والعراق هذه العمليات وبحسب منشقين عن التنظيم تتم من خلال الأموال الكبيرة التي يحصل عليها التنظيم من منشآت نفطية وتجارة أثار وعمليات الخطف والفديات التي يحصل عليها والضرائب التي يفرضها على الناس في مناطق سيطرته،
مؤخراً مني التنظيم بكثير من الخسائر المالية بعد إستهداف أهم المنشآت النفطية التي كان يسيطر عليها ويستخدمها في تمويل عملياته وكان أخر هذه المنشآت الهامة مديرية الجبسة، هذه المديرية التي شكلت أهم عصب لتمويل التنظيم.
يقول أبو صهيب وهو منشق سابق عن تنظيم داعش يقول لموقع أخبار الآن : “ إن المال أهم شيء بالنسبة للتنظيم إن لم يستطع داعش الحصول على المال سيفقد كثير من العناصر وأضاف أبو صهيب كثير من الذين إلتحقوا بالتنظيم لأسباب مادية فقط، وأكد أن تنظيم داعش يحاول جمع المال لأنه يدرك أن المرحلة الأصعب لم تأتي بعد كما يقول، ويرى أبو صهيب أن تنظيم داعش سيخسر المدن الكبرى التي سيطر عليها مثل الرقة ودير الزور وسيعود إلى الصحراء كما حدث معه سابقاً في العراق، لكن سيكون لديه المال وبالمال يمكن أن يفعل ما يريد، يقوم بعمليات إنتحارية يحاول إعادة ترتيب صفوفه كل الإحتمالات مفتوحة بوجود مال وإن لم يتوفر لديه هذا المال فإنه سينتهي بالتأكيد “.
وكان تنظيم داعش مني بخسارة إقتصادية كبيرة بعد طرده من أهم الحقول النفطية في ريف الحسكة مديرية الجبسة حيث كانت تشكل هذه المديرية أهم الموارد المالية للتنظيم، وبحسب وثائق وأوراق خلفها التنظيم وراءه قبل فراره تظهر حجم الأموال التي كان يحصل عليها داعش إذا تجاوزت إيرادات حقول الجبسة يومياً المليون دولار يتم إنتاجها من ٣٢٥ بئراً نفيطاً تابعاً لمديرية جبسة فقط، وكان هذا المركز ينتج ٣٤ ألف برميل نفط يومياً، كما ينتج كمية مليون ونصف المليون متر مكعب من الغاز الطبيعي كان داعش يستثمره أيضاً وفق إحتياجاته.
يكشف أبو صهيب أن هذه الخسارة المالية الكبيرة وخسارة التنظيم للشدادي أهم موقع إستراتيجي يصل سوريا بالعراق سيدفع الكثير من عناصر وأمراء التنظيم إلى الإنشقاق كما حدث إثر الخسارة الكبيرة التي مني بها التنظيم عسكرياً في عين العرب وكيف فر الكثير من عناصر التنظيم وشهد التنظيم موجة إنشقاقات كبيرة إضافة إلى الخلافات الداخلية الكبيرة بين العناصر وأمراء التنظيم إثر الخسائر التي يتكبدها داعش.
وقال أبو صهيب لموقع أخبار الآن : “ الشدادي تضم الكثير من المقاتلين الأجانب والعرب سينسحب كثير منهم إلى دير الزور والرقة، وأتوقع حدوث إنشقاقات كبيرة في صفوف التنظيم، وأكد أبو صهيب أن حالة من التوتر والخوف تسود عناصر التنظيم في الرقة وذلك خشية من تقدم قوات سوريا الديمقراطية وطرد التنظيم من ريف الحسكة ثم التوجه إلى دير الزور وهذا يعني أن التنظيم بات بخطر كبير ليس فقط عزله عن العراق ومنعه من التنقل بين سوريا والعراق لا بل إن الأمر قد يجعل تحرير الرقة من التنظيم أمر سهل وربما ينسحب التنظيم من ريف حلب إلى الرقة ودير الزور ليعزز مواقعه إن لم ينجح في الحفاظ على مناطق سيطرته في ريف الحسكة”.
خسارة داعش لأهم موارده المالية مديرية الجبسة تعني خسارة مورد يومي يتجاوز المليون دولار، وتهديد بخلافات داخل التنظيم بسب تراجعه وخسارته لهذه المواقع الإستراتيجية خصوصاً بعد إنسحاب عناصره من موقع الجبسة دون أي مقاومة حيث تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على هذا الموقع خلال ثلاث ساعات فقط وهذا يعكس حجم التراجع داخل تنظيم داعش.