أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (أحمد الأمين)
"ختام وإيلاف".. طفلتان سوريتان حرمهما القصف الروسي من جرعات الأنسولين اليومية، بعدما أصيبتا بمرض السكري المزمن، إثر حالة من الرعب تسببت بها قوات الأسد والقذائف العشوائية بالقرب من منزلهما.
ختام وإيلاف ليستا الوحيدتان المتضررتان من تدمير مشفى أطباء بلا حدود في ريف إدلب، فالمشفى كان يقدم العلاج والدواء مجانا لآلاف من أهالي المنطقة، قبل تدميره من قبل سلاح الجو الروسي.
مشفى أطباء بلا حدود في ريف إدلب، بعد أسبوع من الواقعة، خمس غارات روسية متتالية، كانت كفيلة بأن تحول طوابقه الاربعة، الى كومة من ركام، فلا سبيل للإستدلال عليه اليوم، إلا من خلال بعض المعدات الطبية التي ترامت حوله، كشاهد على الجريمة الروسية، المرتكبة في وضح النهار.
الى هذا المشفى الذي حولته الطائرات الروسية الى ركام، كان يتوافد المصابون بأمراض مزمنة ومستعصية، ختام وإيلاف كان من المفترض أن تكونا هنا لتلقي العلاج والجرع الطبية.
التقينا بأبي محمد، والد الطفلتين ختام وإيلاف، اللتين أصيبتا بمرض السكري منذ ثلاثة اعوام، نتيجة الخوف من القذائف التي كانت تتشظى مخترقة نوافذ المنزل، بدت ملامح الحزن واليأس واضحة على وجه هذا الرجل، الذي كان يحصل على الجرع الطبية لطفلتيه من المشفى المدمر.
لا تأبه كل من ختام وإيلاف بما سيحل بهن إن نفدت كمية الانسولين المتبقية، فليس من شأن الطفولة أن يعبأ الأطفال بهموم الحياة، فتمضيان أوقات فراغهما بالرسم و غيره، و ما عساهما تفعلان غير ذلك، فاللعب خارج المنزل قد يفقدهما ما تبقى من أمل عند الأب الحزين تارة، و الباكي مرارا.
عشرات الحالات الإنسانية القاسية، ستكون في صراع مباشر مع الموت، بعد تدمير المشفى الرئيس في هذه المنطقة، في حين لا زالت الطائرات الروسية حاضرة في الجو، لتدمر المشافي والمدارس و غيرها.