أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (جمال لعريبي)

 

جاء ميلاد تنظيم "جماعة المرابطون"  في شهر أغسطس  2013 بعد مخاض عسير وكانت مدة حمله مليئة بالخلافات و التي استمرت الى  ما بعد  بروز هذا التنظيم الجديد. كما ساهمت الظروف المحيطة بشكل رئيس في تكوينه والمنهج الذي سيتبعه التنظيم. ما خلق انشقاقات ونزاعات على القيادة و الولاء و البيعة داخل جماعة المرابطون.. مزيد من التفاصيل في التقرير التالي   

تاسس تنظيم المرابطون  حين قررا زعيما جماعة الملثمون  بقيادة مختار بلمختار و جماعة التوحيد و الجهاد بقيادة  احمد و لد العامر التلمسي تطوير تحالفهما الى اتحاد و تلاحم  في كيان واحد و حل التنظيمين السابقين  و تاسيس تنظيم جديد يحمل  اسم جماعة المرابطون .

اتفقا  الرجلان على ألا يتولى أي منهما قيادته في المرحلة الأولى، وبعد حوار داخلي استقر رأيهما على اختيار المصري أبو بكر المهاجر أميرا للتنظيم الجديد،
وما هي إلا أشهر  ويقتل أبو بكر المصري في أبريل 2014، ليصبح منصب الأمير شاغرا، فاختار مجلس الشورى أحمد ولد العامر (التلمسي) أميرا جديدا للتنظيم.

يقول أنصار بلمختار إن بيعة التلمسي تمت بعد رفض بلمختار عرضا من مجلس الشورى بمبايعته أميرا للتنظيم، وفي نهاية عام 2014 تمكنت القوات الفرنسية من اغتيال التلمسي، ليبقى منصب الأمير شاغرا من جديد وللمرة الثانية في ظرف 15 شهرا.

عشية مقتل أحمد التلمسي كان بالمختار موجودا خارج منطقة أزواد، مع عناصر من مجلس الشورى، فسارع أبو الوليد الصحراوي إلى أخذ البيعة من أعضاء الشورى الموجودين معه في شمال مالي، وأعلن نفسه أميرا للتنظيم، وهنا عادت حالة الاستقطاب الثنائي من جديد داخل صفوف التنظيم، بين فريقي"الملثمون" و"التوحيد والجهاد".

فقد رفض بلمختار ومن معه من عناصر "جماعة الملثمون" إمارة الصحراوي، واعتبروا أنها غير شرعية، وأن الصحراوي ما يزال شابا تنقصه الحنكة والتجربة الكافية، فضلا عن أن مدرسته الفكرية والإيديولوجية لا تلائم نهج التنظيم -حسب قولهم- وتميل إلى التشدد والتهور.
 أما أبو الوليد الصحراوي، فقد تمسك هو ومن يؤيده من عناصر التوحيد والجهاد سابقا، ببيعته أميرا للتنظيم، وبدأ في تسيير شؤون التنظيم انطلاقا من موقعه الجديد، لكن الطرفين أبقيا على هذا الخلاف الداخلي في أوساطهما دون أن يخرج إلى العلن لمدة خمسة أشهر.

غير أن اتصالات ومشاورات بدأها المختار بلمختار مع قيادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب  تهدف إلى دمج تنظيم "المرابطون" في القاعدة من جديد، وعودة شارد القطيع إلى الحظيرة، حركت سواكن مياه الخلاف بين الرجلين، فسارع أبو الوليد الصحراوي إلى القيام بخطوة اعتبرها قطعا نهائيا للطريق على ذلك الاندماج المحتمل، فأعلن بيعة داعش وزعميه ابا بكر البغدادي.

                                                           ولد السالك: القاعدة تحاول استرجاع مناطق نفوذها من داعش