أخبار الآن | سوريا – (رويترز)

استمرار الصراع السوري له عواقب وخيمة للغاية على اقتصاد البلاد أيضا ، حيث يشكو السكان من الارتفاع الهائل في الأسعار.

فمع اقتراب الأزمة من إتمام عامها الخامس تسجل قيمة الليرة السورية المزيد من الهبوط ، وقد تسبب ذلك في الإضرار كثيرا لاسيما بأصحاب المشروعات الصغيرة وأصحاب المحلات التجارية.

 ويقول سكان مدينة سرمدا التي تقع على بعد 30 كيلومترا شمالي إدلب إنهم يكافحون من أجل لقمة العيش.
وقال رجل يدعى بشار يعمل صراف عملات ولديه محل مجوهرات "يعني الوضع اللي عندنا بسوريا صار مأساوي، وكل شي صار عندنا متعلق هو بالدولار. قبل (فيما مضى) العالم (الناس) لا بتعرف لا شو دولار ولا غير دولار. بتعرف إنه بيروح بيشتري طبخة للبيت بيحط 100 -200-500 ها اللي كان يكون. بس اليوم للأسف الوضع اللي صار بسوريا صار مأساوي."

وقال صاحب متجر خضار وفواكه يدعى أيمن الشيخ "ما بقى فيه مثل أول على ارتفاع الدولار. صفت هلا العالم يعني حاجتها قوت يومي. يعني أول (فيما مضى) العالم بتأخذ مثلاً بأربع خمس آلاف تكفيه يومين ثلاثة. هلا (الآن) بأربعة خمسة آلاف ما بتكفي يوم واحد. طبخة بدك طبخ هلا بتكلفك غداء خمسة آلاف ليرة."

وأوضح قصاب يدعى أبو أحمد الريحاوي إن تكلفة تشغيل محله ارتفعت بشكل جنوني، أضاف "أنا قصاب بدي أروح أجيب مثلاً ذبحة. بييجي الشوفير (السائق) مثلا باسأل إيش قد بدك تأخذ أجار سيارة؟ والله ٢٥ ألف. لك يا عمي كتير. بيحكي لك على الدولار وارتفاع الدولار. أنا مشغل مولدين. كمان بدها مصروف. محلي كمان عم بأدفع بالدولار. ٢٠٠ دولار بالشهر. البيت ١٥٠ دولار بالشهر. المذبح ٥٠ دولار."

وذكر تقرير حديث أن الاقتصاد السوري انكمش بأكثر من 50 في المئة خلال أربع سنوات منذ تفجر الحرب الأهلية حيث تراجع إنتاج النفط وزاد التضخم وأوشكت الليرة على الانهيار.

وذكر تقرير لمركز "تشاتام هاوس" البريطاني للأبحاث أن سوريا على حافة الانهيار الاقتصادي بعد أربع سنوات من الحرب.
وقال التقرير إن الفشل الاقتصادي يمكن يؤدي لانهيار الأسد أو لانهيار عسكري في جيش النظام .

أضاف التقرير أنه خلال النصف الأول من عام 2015 ظهرت علامات متزايدة على الضغوط على كل من الجيش والجبهات الاقتصادية مشيرا إلى أن هذا يثير تساؤلات حول ما إذا كان التدهور الاقتصادي قد يكون حافزا لانهيار عسكري للنظام أو التوصل إلى تسوية سياسية مفروضة من الخارج ضد رغبات الأسد.