أخبار الآن | الحسكة – سوريا (عبد الرحيم سعيد)
تمكنت "قوات سوريا الديمقراطية" من السيطرة على مدينة الشدادي 50 كم جنوب الحسكة شمال شرق سوريا، وهي آخر معاقل داعش في المحافظة، وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد بدأت حملة عسكرية باسم "غضب الخابور" مساء الثلاثاء 16/2/2016 بهدف السيطرة على المدينة وريفها. وقبل البدء بالحملة تعرضت مدينة الشدادي لقصف من قبل طيران التحالف والنظام.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد سيطرت يوم الخميس 18/2/2016 على حقل الجبسة للغاز، وكذلك على حقل كبيبة النفطي الواقع شرق المدينة. وقطعت الطريق الواصل بين "الشدادي – الموصل" والطريق الواصل بين "الشدادي – الرقة".
السيطرة على الشدادي
وحول السيطرة على المدينة صرّح لأخبار الآن العقيد "طلال السلو" الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية: "إن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من دخول مدينة الشدادي مساء الجمعة، حيث أكملت السيطرة على المدينة وريفها ضمن حملة غضب الخابور، وأنهت بذلك وجود المتطرفين في محافظة الحسكة، وقطعت الطريق بينهم وبين مناطق تواجدهم في العراق، وهذه الحملة كانت بمساعدة من التحالف الدولي بقيادة أمريكا"، كما أنكر سلو أن يكون النظام السوري قد شارك بالحملة: "الحملة كانت مشتركة بيننا وبين التحالف، والنظام لم يكن مشاركاً، وهو أضعف من أن يشاركنا في استعادة هذه المناطق، ولو كان قوياً لما خسرها".
من جهة أخرى أنكر طلال سلو مساعدة روسيا لهم في هذه الحملة قائلاً: "لم يكن هناك أي تعاون بيننا وبين روسيا، في هذه الحملة، وطيران روسيا يركز ضرباته في ريف حلب حالياً، ولم يقم بأي طلعات في الحسكة خلال هذه الحملة".
وحول الوضع الانساني قال لنا سلو: "لم تشهد تلك المنطقة نزوحاً كثيفاً من قبل الأهالي كما حدث في الحملات الأخرى، حيث تواصلنا مع أهالي القرى هناك وطلبنا منهم البقاء في قراهم ، وأعطيناهم تطمينات بخصوص حملتنا العسكرية، والوضع الانساني مستقر في المنطقة". وصرّح سلو بأنه سيكون هناك مؤتمرا صحفيا من داخل مدينة الشدادي يوم الأحد القادم.
كما صرّح الاعلامي "أحمد خليل" لأخبار الآن حول السيطرة على هذه المدينة: "انسحب عناصر داعش مساء الجمعة من الشدادي تحت ضغط الضربات الجوية من قبل التحالف، ومقاومتهم في المدينة كانت ضعيفة جداً، وانسحبوا بشكل سريع ومفاجئ".
وفي إطار حملتها، سيطرت "قوات سوريا الديمقراطية" على الكثير من القرى في ريف المدينة منها "العريشة– السد– قانا– الكبش– المتياهة– تل مديحة– سياف– المشارية– أم الكهير– زين المبرج" ويذكر أنّ قوات سوريا الديمقراطية تقدمت في معظم القرى دون مقاومة من داعش حيث كانت تنسحب بدون قتال.
خائر مادية وبشرية في الشدادي
من جهة أخرى تسببت هذه الحملة بتدمير الكثير من المباني في مدينة الشدادي، وكذلك تسببت في مقتل عدد غير قليل من المدنيين، حيث تجاوز عدد المدنيين الذين فقدوا حياتهم بسبب عنف الضربات الجوية التي قام بها التحالف للتغطية على تقدم قوات سوريا الديمقراطية 70 مدنياً فقدوا حياتهم خلال الثلاث الأيام الفائتة، كما دمرت الكثير من المباني والمراكز الحكومية في المدينة وخرجت عن الخدمة بشكل شبه نهائي ومنها: "مستوصف إانعاش الريف، مبنى البلدية سابقاً، مبنى مديرية المنطقة سابقاً، مبنى شعبة حزب البعث سابقاً"، و أربع مدارس هي "مدرسة الأمل ومدرسة علاوي الصالح ومدرسة التحرير ومدرسة محمد فارس".
يذكر أنّه بالسيطرة على الشدادي انتهى وجود داعش في محافظة الحسكة، حيث كانت آخر معاقل داعش وأهمها في المحافظة، وكانت قد سيطرت عليها منذ عام 2013، وكانت تعتبر نقطة تواصل مهمة بين الرقة في سوريا والموصل في العراق وتمر فيها طريق رئيسي يربط الرقة بالموصل.