أخبار الآن | ريف حلب – سوريا ( سعيد غزول)
سيطرت قوات نظام الأسد مدعومة بميليشيات أجنبية مساندة لها أمس الثلاثاء، على كامل "المحطة الحرارية" غرب "مطار كويرس العسكري" في ريف حلب الشرقي، وذلك بعد معارك دارت مع داعش، الذي انسحب من "المحطة" بعد غارات جوية كثيفة لطائرات العدوان الروسي.
الناشط الإعلامي "حسين أبو الحمزة" أفاد لـ أخبار الآن، بأن اشتباكات دارت في محيط "المحطة الحرارية" فجر أمس، دخلت خلالها قوات النظام إلى "المحطة"، عقب انسحاب داعش، الذي خشي من أن يُحكم "النظام" الحصار عليه داخلها بعد سيطرته على عدد من القرى شمالها، كان آخرها "جب الكلب، وتل الطيبة، وأبو ضنة" المجاورة، لافتاً إلى المواجهات ما تزال متواصلة بين الطرفين في المنطقة.
شمال "المحطة الحرارية" وتحديداً في مدينة "الباب" الخاضعة لسيطرة داعش، شنت طائرات "العدوان الروسي" عدة غارات بالصواريخ الفراغية على أحياء المدينة، ما أسفر عن استشهاد أربعة مدنيين بينهم طفل وجرح أكثر من 16 آخرين.
داعش يفجر كامل جسر "قره قوزاق" شرق حلب
من جهةٍ أخرى في ريف حلب الشرقي، فجّر داعش صباح الثلاثاء، ما تبقّى من جسر "قره قوزاق" الواقع على نهر الفرات بشكل كامل، جنوب غرب مدينة "عين العرب" الخاضعة لسيطرة "الوحدات الكردية"، وشمال شرق مدينة "منبج" الخاضعة لسيطرة داعش. وكان داعش فجّر في الـ 15 من شهر آذار عام 2015، جزءاً من "جسر قره فوزاق" ليقوم بتفجيره كاملاً اليوم، بعد تفخيخ كامل "جسم الجسر".
تفجير داعش لجسر "قره قوزاق" أثار استغراب المراقبين للوضع الميداني في المنطقة، قائلين بأن داعش أحوج للجسر من "الوحدات الكردية"، حيث أن الأخيرة تستطيع عبور نهر الفرات بعد سيطرتها على "سد تشرين" بالكامل، بينما لم يعد له أي منفذ للعبور من مناطق سيطرته الغربية إلى مناطق سيطرته الشرقية وصولاً إلى الرقة.
"جسر قره قوزاق" أحد أهم الجسور الاستراتيجية، والذي يربط بين مدن وبلدات "منبج، وجرابلس، والشيوخ" في ريف حلب الشرقي، وكان داعش يستخدمه لنقل إمداداته بين مناطق سيطرته في حلب، ومحافظة الرقة معقله الرئيسي في سوريا.
"الوحدات الكردية" تشن هجوماً على مواقع الثوار في مدينة حلب
قام كل من "جيش الثوار، والوحدات الكردية" تحت مظلة ما تُعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية" بشنِّ هجوم ليلة الإثنين، على حيي "بستان الباشا، والهلك" القريبين من حي "الشيخ مقصود" الخاضع لسيطرة "الوحدات الكردية" في مدينة حلب، وتقدما في عدة نقاط بالحيين، قبل أن تستعيدها فصائل الثوار صباح الثلاثاء.
ومساء أمس، تجددت الاشتباكات بين "الوحدات الكردية وجيش الثوار" من جهة، وبين فصائل من الجيش الحر وكتائب معارضة من جهةٍ أخرى، عند منطقة "السكن الشبابي" قرب حي "الأشرفية" المجاور لحي "الشيخ مقصود" في مدينة حلب، وسط تقدم لـ"الوحدات" في المنطقة، وسيطرتها على "كتلة مباني" مطلة على طريق "الكاستيلو" الشريان الوحيد لمدينة حلب باتجاه الريف الشمالي.
الناشط الإعلامي "عامر الحسن" أفاد لـ أخبار الآن أن "الوحدات الكردية وجيش الثوار" حاولا التسلل منذ خمسة أيام إلى حيي "الهلك، وبستان الباشا"، لافتاً إلى أن "قوات النظام" ساندت "الوحدات" في تقدمها، عبر قصفٍ تمهيدي بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على الحيين، من مواقعها في منطقة "الراموسة" و"مطار النيرب العسكري"، مشيراً إلى أن "الوحدات الكردية" تسعى للسيطرة على "حاجز المثلث" في حي "الهلك" وتقاطع حي "الحيدرية"، الأمر الي يمكنها من إحكام سيطرتها على الطريق الوحيد لمدينة حلب "المحررة" باتجاه الريف الشمالي.
شهداء بغارات روسية وقصف اللوحدات الكردية
"وحدات حماية الشعب" الكردية قصفت بقذائف "هاون" والرشاشات الثقيلة مساء أمس الثلاثاء، طريق "الكاستيلو"، من مواقعها في حي "الشيخ مقصود" الخاضع لسيطرتها، ما أدى إلى استشهاد مدنيين اثنين وجرح خمسةٍ أخرين.
هذا، وشنت طائرات "العدوان الروسي" غارات بالصواريخ الفراغية على حي "الصاخور" في مدينة حلب، ما أسفر عن استشهاد أربعة مدنيين بينهم طفل وجرحِ أكثر من 15 آخرين بينهم نساء وأطفال، قامت فرق "الدفاع المدنيين" بانتشال عدد من العالقين منهم تحت الأنقاض.
النظام يشن هجوماً على حي "بني زيد" .. ومعارك في "الراشدين"
في مدينة حلب أيضاً وقريباً من المعارك الدائرة في محيط حيي "الشيخ مقصود، والأشرفية"، شنت قوات "نظام الأسد" مدعومةً بغطاء جوي روسي، هجوماً عنيفاً على حي "بني زيد" الخاضع لسيطرة "الفرقة 16 مشاة" التابعة للجيش الحر في المدينة، تزامناً مع قصفٍ مدفعي على أحياء "بني زيد، والعامرية، ودوار الليرمون"، ما خلف أضراراً مادية.
كذلك، دارت اشتباكات أخرى بين قوات النظام ومقاتلين من الجيش الحر وكتائب معارضة، على جبهة حي "الراشدين"، تزامناً مع قصفٍ "جبهة النصرة" بقذائف "محلية الصنع"، تجمعات قوات النظام في أحياء "الحمدانية، والميدان، والإذاعة" دون معلومات عن خسائر.
الجيش الحر ينفي اتفاق تسليم مارع
في ريف حلب الشمالي، سيطر كل من "جيش الثوار والوحدات الكردية" على قرية "الشيخ عيسى" وصولاً إلى مشارف مدينة "مارع" المتاخمة، آخر معقل لـ الثوار بعد مدينة "اعزاز" في المنطقة، وفرضت حصاراً شبه كامل على "مارع"، التي أصبحت بين فكي كماشة شرقها داعش وغربها "الوحدات الكردية"، مع بقاء طريق واحد مفتوح نحو مدينة إعزاز عن طريق قريتي "كلجبرين، وكفركلبين" الخاضعتين لسيطرة الجيش الحر.
ناشطون أفادوا لـ أخبار الآن، أن اتفاقاً جرى بين فصائل الجيش الحر من جهة، وبين "قوات سوريا الديمقراطية" من جهة أخرى، يقضي بتسليم مدينة مارع لـ"القوات"، بهدف تجنيبٍ أهالي المدينة المعارك التي ستندلع بين الطرفين، مشيرين إلى أن بعض الفصائل انسحبت من مدينة مارع فعلاً، في حين ضمن "قوات سوريا الديمقراطية" بقاء فصيل واحد من الجيش الحر في المدينة.
"أبو الوليد المارعي" قائد "كتائب منهاج السنة" المتواجدة في مدينة مارع، نفى في تصريحات له اليوم، كل ما يتم تداوله عن وجود اتفاق مع "جيش الثوار والوحدات الكردية" لدخول مدينة مارع، مؤكداً على أن فصائل المدينة جاهزة لصدِّ أية محاولة تقدم من قبل "قوات سوريا الديمقراطية"، وفقاً لقوله.