أخبار الآن | حمص – سوريا (مكسيم الحاج)

حصلت أخبار الآن على تسريبات من داخل أجهزة النظام حول معسكر "شمسين" الواقع جنوبي غربي مدينة حمص، والذي تم تخصيصه لتدريب المتطوعين الجدد في المنطقة الوسطى من محافظتي حماة وحمص، وهيكلتهم ضمن مجموعات قتالية إلى جانب النظام. وتعتبر هذه كمحاولة لتعويض النقص الحاد في العنصر البشري للنظام.

معسكر لتأهيل القتلى

وقد أفاد المصدر، رفض ذكر اسمه، لأخبار الآن من داخل معسكر شمسين بأن المعسكر يحوي الآن أكثر من 600 متطوّعا بين مدنيين وموظفين حكوميين في مؤسسات الدولة جرت تعبئتهم من مديرياتهم ومؤسساتهم الحكومية التي ينتسبون إليها إدارياً، وسيتم زجّ هؤلاء العناصر عقب تخريجهم من الدورة على جبهات القتال مباشرةً، نافياً بذلك تماماً ما يروّجه النظام من فرز هؤلاء المتطوعين على حواجز مدينة حماة، كما أكّد بأن المتطوعين من مدينة حماة تحديداً، وخصوصاً الموظفين الحكوميين وغيرهم، سيجري فرزهم على حواجز المدينة لمدة عشرة أيام فقط، ليعقبها سوقهم إلى جبهات القتال في الساحل السوري وريفي حلب الشمالي والجنوبي فضلاً عن جبهتي ريفي حماة الجنوبي والشمالي التي يتكبد فيها النظام خسائر كبيرة في صفوف مقاتليه. وقد تم إرسال دفعة من المتطوعين من المعسكر إلى جبهة مدينة "تدمر" شرقي حمص فلم يعد منهم أحد إذ قتلوا جميعهم في تلك الحملة الفاشلة التي قام بها النظام مؤخراً.

وأشار إلى حالة غضب واستياء كبيرة يعيشها المتطوعون داخل المعسكر، حيث تجري معاملتهم معاملة مسيئة للغاية والتي ترتكز على الاستغلال المادّي والتجويع والإهانة لكونهم من أهالي المدن الثائرة سابقاً.

وحصلت الآن عبر مصادرها على تصريحات من أحد المتطوعين داخل ذلك المعسكر فتحدّث عن الاستياء الكبير من قبل المتطوعين على الضباط والشبيحة المسؤولين عن تدريبهم قتالياً، وأضاف قائلاً: "لقد كنا في دورة من التجويع وليس دورة من التدريب، حيث كان تعدادنا يقارب 600، ولكل متطوع ستة حبات من الزيتون كوجبة إفطار و25 كيلو من البطاطا لكامل الدورة كوجبة طعام ثانية فقط".

وأضاف: وقف بنا قائد المعسكر برتبة لواء وتحدث لنا بأن الانضمام للمجموعات القتالية وحضور المعسكر هو أمر طوعي بعيدا عن الإكراه والإجبار، فمن أراد الخروج والانسحاب يستطيع ذلك، فخرج 300 متدرب من أصل 600 متطوعا، الأمر الذي صدم الضباط الأمنيين والشبيحة، ليعيدوهم للمعسكر في اليوم تالي بالإجبار".

الجوع أو القتال

وتحدث "أبو محمد" القيادي العسكري في الجيش الحر بحماة عن تسريبات حصل عليها من داخل أروقة القيادات السياسية والأمنية بأن كل مديرية تقوم برفع أسماء موظفيها للجنة الأمنية في مدينة حماة لسوقهم لمعسكر شمسين وتدريبهم وتنظيمهم في مجموعات قتالية لدعم جبهات القتال بهم، وعقب رفع اسم الموظف يعطى مهلة 15 يوماً فقط للالتحاق بالمعسكر، وبمجرد انقضاء تلك المهلة ولم يلتحق يفصل من وظيفته على الفور، وكل مديرية ومؤسسة حكومية يجب عليها رفع أسماء موظفيها جميعهم وسوقهم للتطويع الإجباري في تلك الميليشيات ولو كلّف ذلك تعطيل كافة المديريات في المدينة عن العمل، فالضرورة الأولى لدى النظام في حماة هو تعويض النقص في العنصر البشري في معاركهم ضد الإرهاب، على حدّ زعمهم.