أخبار الآن | درعا – سوريا ( محمد جاسم ) 

 

 

طارق أكراد أو أبو وسيم كما يلقب أحد أبرز كوادر الإسعاف في محافظة درعا والدفاع الوطني في مدينة درعا ومستشفى الشهيد عيسى عجاج، هذا الرجل الذي لطالما خاطر بنفسه لإنقاذ المئات من المدنيين والأبرياء بعد الغارات الجوية التي تشنها طائرات روسية وكذلك براميل النظام، اليوم أبو وسيم ضحية لهذه الغارات بعد أن قضى متأثر بجراحه التي أصيب بها إثر قصف من قبل القوات التابعة للنظام أثناء قيامه بواجبه في إنقاذ الجرحى والمصابين.

أبو وسيم لم يكن وحده من دفع حياته ثمناً لعمله فلا تتوقف الغارات الروسية عن إستهداف المستشفيات في درعا والمراكز الطبية وكذلك العاملين في الدفاع المدني وطواقم الإسعاف، فكان أبو وسيم واحد من أصحاب القبعات البيضاء دفع حياته كما خسر عائلته قبل إستشهاده.

أبو وسيم فقد أربعة أفراد من عائلته قبل أشهر، إثر قصف القوات التابعة للنظام لحي طريق السد بصواريخ الفيل، يقول أصدقاؤه : "أبو وسيم كان عندما يسمع صوت القصف يتوجه مباشرة إلى مكان القصف، من أجل إخلاء المصابين، وإنقاذ الجرحى والعالقين تحت الأنقاض، وفي إحدى المرات تفاجأ عندما دخل إلى مستشفى الشهيد عيسى عجاج ووجد أطفاله وزوجته وأخيه قد فارقوا الحياة، رغم ذلك أصر على متابعة عمله ليلحق هو بهم".

وكانت الغارات الروسية شنت حملة عنيفة على محافظة درعا وإستهدفت بعشرات الغارات عدد من البلدات ومنازل المدنيين ما تسبب بمقتل العديد من المدنيين وجرح أخرين، وذكر ناشطون في درعا أن الغارات الروسية تجاوزت  ١٥٠٠ غارة جوية خلال شهر واحد فقط، مستهدفة المستشفيات والمراكز الطبية في درعا كذلك العاملين في الدفاع المدني.

ويقول أبو أحمد : " القوات الروسية وقوات النظام تتبع أسلوباً متعمداً في إيقاع المزيد من القتلى والمجرحى إذ تقوم الطائرات الروسية بشن الغارات وعندما تتجمع فرق الدفاع المدني لإنقاذ المصابين والجرحى تبدأ القوات التابعة للنظام بقصف هذه المواقع لقتل أكبر عدد من المدنيين والأبرياء".

وتزداد الضغوط كثيراً على الكوادر الطبية وفرق الإسعاف في درعا بسبب إستهدافهم من الغارات الروسية وقصف القوات التابعة للنظام كما زادت الأعباء أكثر على المراكز الطبية بعد تدمير عدد منها إثر إستهداف مباشر من الغارات الروسية تسببت في مقتل عدد من الفرق الطبية العاملة في هذه المراكز.