أخبار الآن | ريف حمص- سوريا (رواد حيدر)
قتل 17 مدنياً وجرح مائة آخرين، إثر عشر غارات لطائرات حربية روسية بصواريخ فراغية، استهدفت بلدة "الغنطو" الواقعة جنوب غرب بلدة "تلبيسة". الدفاع المدني سارع إلى مكان القصف وعمل مباشرة على إخراج العالقين من تحت الأنقاض، في حين عملت فرق الإسعاف على توزيع الجرحى على المشافي الميدانية في المنطقة.
كذلك تعرضت بلدة "الدار الكبيرة" لقصف مماثل، أسفر عن مقتل رجل وامرأة وإصابة 15 مدنياً معظمهم بحالة خطرة.
مدير مركز حمص الإعلامي "أبو زيد" ذكر أن غارات الطيران الروسي بدأت عند الساعة السادسة صباحاً، حين قامت الطائرات الروسية في طلعتها الأولى بقصف كل من الدار الكبيرة والغنطو، ما لبثت أن عادت واستهدفت المواقع نفسها بالإضافة لقرية حربنفسه، أودت بحياة 17 شخصاً كلهم رجال – كحصيلة أولية – إضافة لإصابة أكثر من مائة مدني.
وأضاف أن "النظام لم يكتفي عند هذا الحد، إذ أنه استقدم مروحياته عند الساعة التاسعة وألقت براميل متفجرة على أحياء تلبيسة وتيرمعلة، ما دفع بالهيئة الشرعية العليا في ريف حمص لإلغاء صلاة الجمعة، خوفاً من استهداف المساجد".
يأتي ذلك بعد تهديدات النظام المتواصلة على مدار الأيام الماضية لأهالي وثوار ريف حمص الشمالي، وبعد آلاف المناشير التي أُلقيت على المنطقة تدعو "الإرهابيين" لترك السلاح تارة، وتهددهم أن 40 نوعا من الذخيرة بانتظارهم تارة أخرى؛ لم تكن مجرد رسائل ولم تكن لمن وصفوا بالإرهابيين؛ حيث استيقظ أهالي الريف الحمصي اليوم على وقع عشرات الغارات من الطيران الروسي، أودت بحياة العشرات من المدنيين.
من جانب آخر، داهمت قوات تابعة للمحكمة الشرعية العليا في حمص اليوم، مقراً لداعش في ريف حمص الشمالي، بهدف إلقاء القبض على عناصره، إلا أن القوات قوبلت بمقاومة عنيفة أدت لاندلاع اشتباكات بين الطرفين، حسب ما جاء في بيان نشرته المحكمة على صفحتها في فيسبوك.
وأضاف البيان، أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل كل من أبو بكر اليمني "الشرعي العام لداعش في ريف حمص الشمالي" وعبد الرحمن مطر "أبو بكر الأنصاري"، واللذان كانا من ضمن المجموعة المسؤولة عن تنفيذ عمليات الاغتيال التي طالت أبز قادة الفصائل في المنطقة. هذا وتوعدت المحكمة بملاحقة كل من يحذو حذو داعش أو يسلك الطريق الذي سلكه.
وضع طبي متردي
لطالما كانت المشافي الميدانية في ريف حمص الشمالي تعاني النقص في الأدوية والمعدات، إلا أن هذه المشكلة تفاقمت في الفترة الأخيرة بعد الحصار الذي فُرض عليها بفعل المعارك الدائرة بقرية حربنفسه في ريف حماة الجنوبي، والتي كانت المتنفس الوحيد لأهالي الريف الحمصي.
وفي سؤالنا لأبو زيد عن إمكانيات المشافي الميدانية في الوقت الراهن قال إن الوضع الطبي أصبح سيئا جداً، حيث إن المشافي تعمل حسب الحالة لكنها بمعظمها إسعافات أولية، وإن كانت هناك عمليات فهي بسيطة، كإخراج طلقة أو شظية وتقطيب الجروح.
ضرب الحاضنة الشعبية للثوار
حملة القصف هذه والتصعيد العسكري الذي رافقها، هي تنفيذ لرسائل وعد بها النظام أهالي ريف حمص من خلال المنشورات، حيث يحاول من خلال القصف ضرب الحاضنة الشعبية للثوار والضغط على المدنيين لإخراجهم من مناطقهم.
أبو زيد تحدث أن النظام يحاول من خلال حملة القصف هذه، بث الرعب والخوف في صفوف المدنيين لينشغلوا بالتفكير بما هو قادم، وللضغط على الأهالي لإخراج الثوار من مناطقهم، أو ربما هو تمشيط لمحاولة اقتحام جديدة سيقوم بها في الأيام القادمة، ولكن لا شيء واضح عن هذا الاحتمال حتى الآن.