أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
لم تعد ساحة الإرهاب مقتصرة على تنظيم أو حركة معينة بذاتها، بل أصبحت مرتعا للعديد من التنظيمات متعددة التوجهات كل منها يهدف إلى تصدر المشهد، إلا أن المنافسة احتدمت مؤخرا بين داعش وتنظيم القاعدة في اليمن في سباق على القتل والإرهاب الخاسر الأكبر فيه هم المدنيون.
يبدو أن المنافسةَ قد اشتدت مجددًا بين تنظيمي داعش والقاعدة، بعد ان أخذ الخلافُ بينهما شكلًا جديدًا من الاستقطاب المتبادل، ومحاولةِ كلِّ تنظيمٍ كسبَ نفوذٍ على أرض الآخر.
تواجه قيادةُ تنظيم القاعدة في اليمن تحديًا يمكن أن يشكلَ تهديدا أكبرَ مما تشكلُه الطائراتُ الأمريكيةُ بلا طيار التي تقتل مسلحيه من آنٍ إلى آخر.. تحديًا يلوحُ من تنظيم داعش.
أنصار داعش في اليمن يسعون إلى سحب البساطِ من تحت أقدامِ تنظيم القاعدة من خلال شنِّ سلسلةِ هجماتٍ دموية , أيمن دين المقاتلُ السابقُ في القاعدة والذي يديرُ الآن مركزا للاستشارات الأمنية في الخليج قال إن تنظيمَ داعش بدأ إيجادَ موطئِ قدمٍ له في اليمن قبلَ سنةٍ من خلال قرابة ثمانِين فردًا ازدادوا الآن إلى ثلاثِمئةِ فرد.
ويتبادلُ أنصارُ القاعدة في جزيرة العرب وداعش العباراتِ اللاذعةَ على وسائلِ التواصلِ الاجتماعي ، خاصةً فيما يتعلق بقتل الوحيشي، والتي يتهمُ كلُّ طرفٍ منهما الآخرَ باختراقها من قبلِ الاستخباارت الداخليةِ أو الخارجية.
الى جانب الصراع بين داعش والقاعدةِ في اليمن يعيشُ داعش صراعًا آخرَ لكن في صفوفه التي تشهد انشقاقاتٍ وانقساماتٍ كبيرةً وواضحةً في اليمن حالياً.. مصادرُ في اليمن متابعةٌ لأخبار الجماعاتِ المتشددة أكدتِ انشقاقَ ما يزيدُ على سبعين شخصًا بينهم أمراءُ وشرعيون وأفرادٌ عن تتنظيم داعش في اليمن، ومن المنشقين أبو أنس العدني وصهيبُ العَوْلقي وهما شخصيتان مؤثرتان في التنظيم.
ومن أسباب هذه الإنشقاقات :
اولاً الإحتجاجُ على سياساتِ داعش في اليمن ، ومن تلك السياساتِ الإقدامُ على أعمالٍ عسكريةٍ غير ناجحةٍ أودت بحياة مقاتلين في التنظيم ، ما يدًّلُ على تهور القيادة وعدمِ التخطيطِ السليم.
ثانياً.. تقليلُ رواتبِ أفراد التنظيم،
ثالثاً.. بعضُ الصراعاتِ الطبقية.
ويضيف الخبراءُ أن هذه الانشقاقاتِ تسببت في خروج كثيرٍ من مقاتلي التنظيمِ الإرهابي، لتشكيل فصائلَ وحركاتٍ وتنظيماتٍ جديدةٍ، تنافس تنظيمَ داعش نفسَه.
وأكد "جبل" وهو حسابٌ على تويتر يهتمُ بأخبار داعش في اليمن أن من أسباب الإنشقاقاتِ أيضا قيامُ الفَرعِ بقتل شخصين من أبناء العوالق بتهم العسكرية بينما هم في الواقع يعملون في تربية النحلِ ويحملون بطاقاتٍ عسكريةً من دون أن يمارسوا الخدمةَ العسكرية.
خبراءُ في شؤون الجماعاتِ المتشددة أكدوا أن الخلافاتِ في صفوف داعش وصراعَه معَ القاعدة في اليمن مصيرُهُما اقتتالٌ يستمرُ مدة طويلةً وأن هذا الوضعَ سيؤدي بالضرورة إلى استنزاف قوةِ كلا التنظيمين وإهدارِ جزءٍ من طاقتِهما في محاربة التنظيمِ الآخر، وهذا سيسرعُ إسقاطِها.