أخبار الآن | جرابلس – سوريا ( فراس محمد )
تشهد مدينة جرابلس في ريف حلب الشرقي استقبال موجة نزوح كبيرة من مدينتي الباب ومنبج والقرى القريبة منهما، بسبب وصول المعارك الدائرة بين تنظيم داعش وقوات النظام السوري إلى أطراف مدينة الباب وسط مخاوف من ارتكاب قوات النظام مجازر بحق المدنيين، بالإضافة للقصف الشديد من قبل الطيران الروسي على مدينة منبج.
ابو أنس الجرابلسي أحد الناشطين الاعلاميين في مدينة جرابلس يقول لموقع أخبار الآن : " إن أعداداً كبيرة من النازحين وفدوا إلى مدينة جرابلس التي تعتبر أصغر مدن ريف حلب جلهم من مدينة الباب ومنبج اللتان تعتبران أكبر مدن ريف حلب، وسط ظروف إنسانية بالغة الصعوبة بسبب عدم قدرة المدينة على استيعاب الأعداد الكبيرة من النازحين وضعف الامكانات المتوفرة، بالإضافة للأحوال الجوية القاسية التي تشهدها المدينة في فصل الشتاء".
وأضاف ابو أنس أن نسبة كبيرة من النازحين لم يجدوا مأوى لهم سوى أرصفة الطرقات، والمحلات التجارية الفارغة بسبب عدم وجود منازل خالية وذلك لأن معظم المنازل الفارغة في مدينة جرابلس، والتي هجرها سكانها في فترات سابقة قام تنظيم داعش بالاستيلاء عليها وتحويلها إما لمقرات للتنظيم أو سكن لعوائل مقاتليه الذين نزحوا أيضا من مدينة الباب، ولم يسمح للنازحين المدنيين باستخدام هذه المنازل بحجة انها مخصصة فقط لعوائل المقاتلين، في مشهد أعاد للأذهان ممارسات قوات الأسد وأجهزته الأمنية، التي كشفت بشكل واضح زيف ادعاءات التنظيم بإقامة نظام إسلامي عادل، وأنه ليس إلا امتداد لممارسات النظام السوري الذي خرجت أجهزته الامنية القسم الأكبر من قيادات التنظيم.
من جانب آخر أفاد الناشط الاعلامي مزمجر الفرات، : " يعاني النازحون من نقص حاد في المساعدات الانسانية بسبب طرد التنظيم في وقت سابق معظم الجمعيات والهيئات الإغاثية، واعتقال العاملين في هذه الجمعيات بحجة أن هذه الجمعيات مرتبطة بأجندات أجنبية تهدف إلى نقل معلومات عن نشاط التنظيم، دون أن يقوم بالمقابل بتوفير أي مساعدة تذكر للنازحين أو المدنيين الذين كان جزء كبير منهم يعتمد بشكل كبير على ما تقدمه هذه الجمعيات والهيئات الاغاثية في تخفيف أعباء الوضع الإنساني البالغ الخطورة،
كما أن التنظيم أرهق المواطنين بالضرائب والزكاة التي فرضها طوال فترة سيطرته، وقام بتوظيف هذه الأموال لتمويل عملياته العسكرية دون أن يقدم ولو جزء يسيرا من هذه الاموال الطائلة للتخفيف من معاناة المدنيين والنازحين.
في حين أكد الناشط ابو انس الجرابلسي أن التنظيم لم يكتفي بعدم تقديم مساعدة للنازحين بل تعامل بعدم اكتراث بمصير هؤلاء النازحين الذين اضطر قسم كبير منهم للسكن في المنطقة الشرقية من مدينة جرابلس، والتي تعتبر المنطقة المقابلة لمناطق سيطرة الوحدات الكردية على الضفة الاخرى لنهر الفرات،
رغم تحذير أهالي المدينة للنازحين من خطورة المنطقة بسبب استهدافها بقذائف الهاون من قبل الوحدات الكردية، ولم يكتفي التنظيم بذلك بل قام بعمل استفزازي من خلال استهداف مواقع الوحدات الكردية بقذائف الهاون رغم علمه أن الوحدات الكردية قد تقوم بالرد باستهداف مصادر نيران التنظيم، والذي قد يدفع ثمنه النازحين الذين لاحول لهم ولا قوة، ما تسبب في وقت سابق بنزوح معظم سكان المنطقة الشرقية للمدينة.
يذكر أن التنظيم منع المدنيين من الخروج من مناطق سيطرته في ريف حلب الشرقي لمناطق أكثر أمنا، مما اضطر المدنيين في مدينة الباب ومنبج للنزوح لمدينة جرابلس الخاضعة لسيطرة التنظيم ايضا، وذلك لقلة استهدافها بغارات جوية لقربها من ا