أخبار الآن | القنيطرة – سوريا – (خطاب النميري)

توسع جديد لتنظيم داعش في المنطقة الجنوبية، إذ يحاول التقدم وتشكيل حاضنة شعبية بعد فشل دخوله عسكرياً من منطقة "اللجاة"، لكنه وُجه بتصدي الفصائل المختلفة لمنع تمدده.

منهج داعش في المناطق الجديدة

يقوم داعش اليوم بمحاولة دخول المنطقة عن طريق إغراء قاطني المنطقة الجنوبية بما يسيطر عليه من نفط وبترول وغاز، وهذا يعد سبباً رئيسياً من انحياز البعض له. فقد أغرق داعش المنطقة الجنوبية بالمحروقات وتحكّم في أسعارها مما قد يشكل بداية حاضنة شعبية أُغريت بما يقدمه لها، مستغلاً عدة عوامل منها التفكك الحاصل في فصائل الجبهة الجنوبية وغياب قياداتها في الأردن منذ أكثر من عام، وضعف الثقة بين الجبهة الجنوبية والأهالي، والتشتت الأمني الحاصل في المنطقة، إضافة  إلى خسارة الجبهة الجنوبية عدة مناطق استراتيجة مثل مثلث الموت والشيخ مسكين.

وتعتبر منطقة "حوش حماد" في اللجاة نقطة التمركز العلنية الوحيدة التي يحاول السيطرة عليها، يقول "أبو جاسم" أحد قياديي "ألوية العمري" التابعة للجبهة الجنوبية: "هاجمنا نقاط تمركز داعش في حوش حماد عدة مرات مستنزفين قدراتهم في الهجوم، قتلنا خلال تلك العمليات عدد كبير وجرحنا عدد آخر لكننا لم نحرز أي تقدم، كنا نهاجم ونسيطر لعدة ساعات على النقطة قم نقوم بالانسحاب منها لوعورة المنطقة وقلة التحصينات هناك".

أسباب محاولة تمدد داعش في الجنوب

مصادر عسكرية أكدت أن التنظيم تقدم باتجاه "السويداء" وشرق "خلخلة" وصولاً لبئر القصب بعد التعزيزات التي وصلته وتقدر بـ 250 مقاتل تقريباً أو أكثر قليلاً، ليقوم بتأمين طريق إمداد قوي. ويرى "أبو جاسم" أن مساعي التنظيم في التمدد في ريفي درعا والقنيطرة له عدة أسباب، منها: "أولا، خصوبة المنطقة ليؤمن اكتفاء ذاتيا من ناحية الموارد الزراعية والغذائية ويؤمن مناطق سيطرته في الرقة ودير الزور وماتبقى من مناطق يسيطر عليها  غير صالحة للزراعة. ثانيا، وقوع القنيطرة ودرعا في منطقة حدودية مع "إسرائيل" والأردن حيث هدد داعش أكثر من مرة نيته السيطرة  على مساحات من الأردن، وليشكل قوة ضغط كبيرة على الدول التي تقصفه بالطيران من خلال ضرب عمق إسرائيل، وذلك في ظل سيطرته على مناطق قد تضيق الخناق على إسرائيل من جهة جزيرة سيناء".

داعش في القنيطرة

حاول التنظيم الظهور في المنطقة الجنوبية من خلال إحدى الخلايا الموالية له في القنيطرة في منطقة "القحطانية"، وكان الهدف منها اختبار الحاضنة الشعبية واستنزاف وتفريق فصائل المنطقة الجنوبية، وهنا قامت مجموعة تدعي "جيش الجهاد" يرفع راية مشابهة لتنظيم داعش وزعم أنه يبايعه، فقامت "جبهة النصرة" و"ألوية الفرقان" و"أحرار نوى" و30 فصيلا بالقضاء عليه بعد أن استمرت المواجهة لثلاثة عشر يوماً.

وبحسب احصائيات رسمية عسكرية، أن الفصائل المهاجمة كانت تفوق قوات "داعش" بعشرات الأضعاف وكانت الحصيلة الاخيرة للهجوم هو مقتل 101 عنصرا من الفصائل المهاجمة ومقتل 34 من قوات "داعش" وفرار البقية مع قائدهم "أبو مصعب الفنوصي" لمناطق سيطرة "شهداء اليرموك" المتهم بمبايعة "داعش" والبقية إلى أراضي "داعش" في "حوش حماد" وتم أسر عدد منهم لم تفصح عنه جبهة النصرة التي قامت بدورها بتصفيتهم.

استفاد "داعش" من التناقضات الاجتماعية ومن صفقات النفط وإرباك الفصائل الثورية، ليبسط سيطرته على مناطق عديدة في سوريا، وهو ما يحصل في المنطقة الجنوبية إذ تصحو المنطقة الجنوبية بشكل شبه يومي على عبوة ناسفة هنا أو هناك مستهدفة مدني أو قائد عسكري.