أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (رواد حيدر)
دخلت اليوم إلى حي الوعر بحمص، 30 شاحنة تحمل مواد غذائية وصحية وألبسة أطفال، يرافقها وفد من الأمم المتحدة والهلال الأحمر، وذلك ضمن الاتفاق الموقع مع النظام والذي يسمح بدخول المساعدات إلى الحي.
الشاحنات حملت أكثر من 50 ألف سلة تحوي مواد عدة منها، 8000 سلة غذائية، 12500 سلة تحوي ملابس شتوية، 7500 سلة فوط أطفال، 5560 سلة صحية، بالإضافة لسلل تحوي مواد متنوعة مثل الشوادر والسجاد وغيرها، حيث يتم توزيعها عن طريق كوبونات وُزعت مسبقاً على الأهالي.
الناشط الإعلامي "جلال التلاوي" ذكر في تصريح خاص لأخبار الآن أن هناك ما هو أهم من هذه المواد، ألا وهي المواد الطبية والمعدات الجراحية، حيث لم يدخل حتى الآن، ومنذ سريان الاتفاقية أي من هذه المواد إلى الحي سوى بعض الكميات البسيطة من الدواء الخاص بالأمراض المزمنة، في حين يوجد داخل الحي مئات المصابين والمرضى بحاجة ماسة إلى الدواء، وخاصة كبار السن.
وأضاف "التلاوي" أنه تم التواصل مع جميع الهيئات والمنظمات الإنسانية للضغط على النظام، حتى مع الأمم المتحدة الراعية للاتفاقية لكن دون فائدة، فقد كان رد النظام أنه لن يسمح بدخول هذه المواد إلى الحي في الوقت الحالي.
في السياق ذاته، استُقبل الوفد بمظاهرة من قبل الأهالي، طالبت بالضغط على النظام لإخراج المعتقلين، كما طالبوا لجنة التفاوض في الثبات على موقفها بعد مراوغة النظام وعدم تنفيذه لأهم بند في الاتفاقية ألا وهي اخراج معتقلي حمص وريفها والمقدر عددهم بـ 8000 شخص، منسيون في سجون الأفرع الأمنية.
يشار إلى أن حي الوعر يحوي قرابة الـ 75 ألف نسمة حسب آخر الإحصائيات، ووَقَع الأهالي مع النظام بتاريخ 4-12-2015 اتفاقية برعاية الأمم المتحدة، نصت على فتح المعابر لتسهيل حركة المدنيين وإدخال المساعدات، مقابل تسليم السلاح الثقيل للنظام وخروج الرافضين للاتفاقية من الحي.
حصار الحولة
المعارك الدائرة في "كيسين وحربنفسه" أثرت سلباً على سكان ريف حمص الشمالي بشكل عام، حيث استقبلت "الحولة" مئات العائلات ممن هجّرتهم آلة القتل والدمار، ليتقاسموا مرارة الحصار بعد إغلاق المعابر والطرق بسبب ضراوة المعارك الدائرة في المنطقة.
الناشط الإعلامي "ميسرة الحيلاوي" ذكر أن الحولة استقبلت أكثر من 12 ألف شخص في الفترة الأخيرة، من قرى وبلدات حربنفسه وجرجيسة ودير الفرديس وطلف، ويوجد فيها أساساً قرابة الـ 80 ألف من النازحين القدامى.
وأضاف "الحيلاوي" أن النظام أطبق الحصار بشكل كامل على المنطقة بعد معارك كيسين وحربنفسه، ما أدى لارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية والمحروقات، حيث وصل سعر كيلو السكر "الصعب تأمينه" إلى 400 ليرة، ولتر البنزين بـ 700 ليرة، والزيت بـ 600 ليرة، وكل هذه المواد التي يتم تداولها هي مواد مخزنة لدى التجار، ومن المتوقع أن تنفذ خلال أيام.
النظام يفشل باقتحام كيسين وحربنفسه
تدور اشتباكات منذ الصباح ولليوم الرابع والعشرين على التوالي، بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول اقتحام بلدتي حربنفسه وكيسين، بهدف تقطيع أوصال ريف حمص الشمالي.
حيث دارت معارك في محيط البلدتين، أسفرت عن تدمير رشاش دوشكا لقوات النظام بقذيفة هاون، كما دارت اشتباكات أخرى على جبهة المداجن شمال حربنفسه.
الناشط "سامر الحمصي" ذكر أن قوات النظام لم تستطع التقدم حتى الآن في البلدتين، رغم محاولاتها المستمرة، في حين باتت الطرق شبه مقطوعة بين الحولة وبين الرستن وتلبيسة، بسبب حدة الاشتباكات في تلك المناطق.
وأضاف "سامر" أن الطريق قرب كيسين شبه مقطوع لأنه مكشوف على قوات النظام لمسافة 5 كيلو متر للوصول إلى غرناطة، وهو طريق ترابي ووعر.
وتزامناً مع المعارك، شنت الطائرات الحربية عشرات الغارات استهدفت قرى وبلدات ريف حمص الشمالي وقرية حربنفسه، التي تعرضت اليوم فقط لأكثر من 20 غارة، حيث تعرضت قرية كيسين لـ 17 غارة من الطائرات الحربية، إضافة لأخرى طالت برج قاعي وتيرمعلة وديرفول، دون ورود معلومات عن حجم الخسائر.