أخبار الآن | دمشق – سوريا – (آدم النقاش)
هل تعتقد أنك قادر على إحصاء الأفرع الأمنية في سوريا ؟ إذا كان جوابك نعم فأنت واهم فبالإضافة إلى القائمة الطويلة المرعبة – لمجرّد ذكر أحدها أو المرور بجانبه – هناك أفرع متنقّلة، كأكشاك (بسطات) الدخّان المتناثرة في كل شارع.
وسيارات الأجرة التي باتت مكشوفة ً لمعظم سكان سوريا ، فمن الصعب اليوم في مكان أن تستقل سيارة أجرة ولا يكون السائق مجندًا من أحد الأفرع الأمنية أو متطوعًا في اللجان الشعبية سيئة السمعة أو عسكري يتخذ من التكسي باب رزق ثان و باعترافهم الشخصي إذ يعلمك فور ركوبك إلى جانبه أنه وبسبب غلاء المعيشة – التي سببها نظامه – أو بسبب
إصابته في أحد المعارك ضد الثوار، يعمل في أيام الإجازات على هذه السيارة وتجد أغلبهم من أبناء الساحل السوري ويجهلون التحرك في شوارع وحارات المدن، ما يضطرك لتوجيهه حسب المكان الذي تبغي الوصول إليه.
بحالة واحدة يمكنك توقع أن السائق ليس منهم , عندما تلمح الشيب يغطي رأسه وتتأكد أن ما أجبره على العودة لقيادة سيارة أجرة والعمل عليها لساعات طوال، هو فقدان أبنائه الشباب، بعدما كان من المفترض وهو في هذه السن أن يتكّل عليهم ويرتاح ، لكن ولبؤس حظه أفرع نظام الأسد الأمنية كانت تتربّص بأبنائه الشباب وتسرقهم الواحد تلو الآخر إلى معاركهم أو لخدمتهم ، أو هم يختارون الهرب من سوريا تحاشيا ً للمشاركة في حرب ٍ لايعتبرونها حربهم ولا يريدون أن يكون أحدهم قاتلاً أو مقتولاً فيها.
يمكنكم الاستماع إلى أحد هؤلاء الآباء المكلومين:
وبالعودة إلى الحديث عن تحوّل سيارات الأجرة إلى أفرع أمنية.
سعيد ناشط سوري لازال يعمل في الداخل السوري بهدوء حدّث أخبار الآن عن قصة حصلت معه في أحد تكاسي العاصمة دمشق فقال:
كالعادة أتحاشى ركوب سيارات الأجرة أو النقل العام وأفضّل المشي وأتحايل على المناطق التي تملأؤها الحواجز , لكنني في ذلك اليوم اضطرّرت لضيق الوقت وطول المسافة وركبت سيارة أجرة.
كان السائق شاباً عشرينياً يلبس بنطالا ً مموّها ً ( وهو لباس الجيش ) ويعلّق معطفه على ظهر كرسيه ويحمل إلى جانبه سلاحا ً خفيفا ً ، وكان يتحدث مع أحدهم عبر الهاتف بلهجة أبناء الساحل.
وبمجرد جلوسي إلى جانبه، فهمت أن على الجانب الآخر من الاتصال أحد أقاربه الموظف في فرع أمني ، يطلب منه السائق تفييش أحد الشبان (التأكد من أنه غير مطلوب لأحد الأفرع الأمنية أو عليه جرم ) ، لمجرد أنه تقدم لخطبة قريبته ، ووعد أهلها بإحضار ملفه الأمني ، كيف ؟ عبر فيش وتشييك ومن سيارة الأجرة التي يقلّ بها ركاب أبرياء.
يمكنكم الاستماع إلى تلك المحادثة من خلال اللينك التالي:
للمشاركة بقصصكم أرسلوا إلينا تسجيلاتكم عبر رقم الواتس أب: 00971567865077
ولنقدوم بدورنا بنشرها.