أخبار الآن | سوريا – توثيق (منهل اليماني)

لم يختلف عام 2016 في سوريا عما ودعنا عليه العام الماضي، مجازر ودماء ومعاناة مستمرة ، والقاتل حر طليق وتغاضي دولي عن جرائمه.

وثقتُ خلال شهر كانون الثاني/ يناير من عام 2016 وقوع 67 مجزرة في سوريا، حيث ارتكب نظام الأسد والمليشيات التابعة له "18" مجزرة في سوريا، فيما ارتكب طيران حربي يعتقد أنه روسي "46" مجزرة بحق المدنيين في سوريا، في حين ارتكب تنظيم داعش "3" مجازر خلال الشهر المنصرم.

توزّع المجازر جغرافيا

"محافظة حلب" كانت صاحبة النصيب الأكبر من المجازر خلال الشهر الماضي، حيث وثق فيها ارتكاب 21  مجزرة، بينها 14 مجزرة في ريف حلب الشرقي، كما وثق أيضاً 16 مجزرة في دير الزور، 15 منها بقصف جوي روسي وواحدة على يد تنظيم داعش، في حين تم توثيق إحدى عشر مجزرة في ادلب، وسبع مجازر في الرقة، وست مجازر في ريف دمشق، وأربع مجازر في حمص، ومجزرة في درعا، وأخرى في الحسكة.

ووثق أيضاً مقتل 1826 سوريا خلال الشهر الماضي، بينهم 233 طفلا و172 سيدة و40 شهيدا تحت التعذيب، وتسع إعلاميين. 

ومن بين الشهداء أيضاً 487  في حلب، و 385 في ريف دمشق ، و324 في دير الزور، و219  شهيدا في إدلب، و82 شهيدا في حمص، و95 شهيدا في الرقة، و131 شهيدا في درعا، و17 شهيدا في الحسكة، و71 شهيدا في حماة، و14 شهيدا في اللاذقية.

مجازر وحشية

وكانت مجزرة "بلدة خشام" بريف دير الزور الشرقي، المرتكبة في 23 كانون الثاني/يناير أفظع المجازر خلال الشهرالماضي والتي ارتكبها طيران حربي يعتقد أنه روسي عبر قصفه الأحياء السكنية في المدينة ما أدى لاستشهاد 94 مدني، وإصابة أكثر من 150 جريح آخرين، كما دفنت معظم الجثث بقبور جماعية لاختلاط الأشلاء مع بعضها. ،

ومن المجازر الوحشية أيضاً خلال الشهر الماضي تلك المرتكبة في مدينة "معرة النعمان" بريف إدلب في التاسع من يناير، وذلك إثر قصف جوي روسي لـ "سوق السبت" وسط مدينة معرة النعمان بريف ادلب ما أدى لاستشهاد 63 مدني، وإصابة 130 آخرين.

ولوحظ خلال الشهر الماضي ارتفاع كبير في عدد المجازر المرتكبة في مناطق سيطرة تنظيم داعش، وبشكل خاص عبر الطيران الروسي، الذي ارتكب 36 مجزرة في كل من ريف حلب الشرقي والحسكة والرقة ودير الزور، أدت لمقتل 636 مدني في مناطق سيطرة التنظيم المتطرف، حيث تركز القصف على مناطق مدنية دون أي تواجد لأهداف حيوية للتنظيم في مناطق المجازر، حيث تميز القصف بعشوائيته واستهدافه لمناطق مدنية مأهولة بالسكان ولم يتم توجيهها لأهداف عسكرية محددة ما يرقى لأن يكون جريمة حرب.

* اعتمدتُ في وصف المجزرة على أنها "عملية قتل لخمسة أشخاص أو أكثر غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم في مكان محدد وبآلية محددة"، كما يجدر التنويه أن تسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا عبر إحصائيات موثقة لا يعني أنها أصبحت أرقاماً.