أخبار الآن | مضايا – ريف دمشق – (خاص)

 

على الرغم من دخول بعض المساعدات الإغاثية إلى بلدة مضايا المحاصرة من قبل قوات الأسد ومليشيا حزب الله اللبناني لأكثر من سبعة أشهر، إلا أن معاناة أهالي البلدة لا تزال مستمرة، نظرا لكمية المساعدات القليلة التي دخلت، فضلا عن الأمراض المتعددة التي أصابت كثيرا من أهالي البلدة إثر الحصار، وعدم وجود مشافٍ مجهزة داخل البلدة.

وطالب أهالي البلدة بفتح ممر إنساني لخروج أكثر من أربعمئة حالة مرضية على وجه السرعة، والسماح بدخول فرق طبية وإقامة مشفى ميداني لعلاج الحالات الأقل خطورة.

تقع بلدة مضايا على السفح الشرقي من سلسلة جبال لبنان الشرقية، ويبلغ عدد سكانها 15 ألف نسمة، وتتبع إداريا لمنطقة الزبداني في ريف دمشق، وتبعد عن العاصمة السورية دمشق نحو 45 كيلومترًا شمال غربها، وتشكل مدخلا لمدن وبلدات تشتهر بالاصطياف والسياحة.

كما كانت تعد من المراكز التجارية المهمة في المنطقة بسبب قربها من الحدود السورية اللبنانية.

عرفها العالم بعد أن تعرضت لحصار وتجويع ممنهجين مارسهما النظام السوري وحزب الله، وهو واقع مأساوي دفع سكانها المحاصرين إلى أكل القطط والكلاب والحشائش وأوراق الأشجار ليجدوا سبيلا للحياة.

ولا تزال مضايا البلدة الواقعة في ريف دمشق  خاضعة لحصار محكم منذ بدء حزب الله وجيش النظام قبل نحو سبعة أشهر هجوما واسعا لطرد مقاتلي المعارضة من بلدة الزبداني المجاورة. ودفع الهجوم غالبية سكان الزبداني إلى الفرار باتجاه مضايا. ومع قدوم هؤلاء قفز عدد سكان مضايا من 15 إلى 42 ألفا وسط نقص حاد في الغذاء والدواء.

وفي الخامس عشر من شهر يناير انفرجت محنة بلدة مضايا السورية قليلا، بعد سماح الجيش السوري ومقاتلي حزب الله اللبناني بإدخال معونات غذائية إليها تكفي مدة أربعين يوما، بالتزامن مع إدخال مواد مماثلة إلى بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يحاصرهما مقاتلو المعارضة المسلحة في ريف إدلب على بعد مئات من الكيلومترات بشمال البلاد.

ولكن حتى اللحظة، لا تزال حالات الوفيات بسبب الجوع والمرض تسجل داخل البلدة، ولا تزال مناشدات الأهالي بفتح ممر إنساني مستمرة علها تلقى صدى لدى أي أحد.