أخبار الآن | الرقة – سوريا (رشيد الحمد)
تستمر "أزمة الخبز" لليوم الثاني عشر على التوالي في مدينة الرقة، ليلحقها "السكّر" والكثير من المواد التموينية، دون أن يحاول تنظيم داعش تقديم أي حل لهذه الأزمات سوى ما وعد به "جهاز الحسبة" يوم أمس، بأنه سيقوم بتوزيع السكر على "دفتر العائلة".
لكن هذا ليس هو ما يشغل بال الأهالي هنا، فهمهم الأول وأولى أولوياتهم هو الخروج من هذا السجن الكبير؛ الذي بات أحد أبوابه يُعرف بمعبر "لقطة". و"لقطة" هي قرية في الريف الشمالي للرقة، وهو المعبر الذي يتحكم بطرق التهريب من المدينة باتجاه المناطق الحدودية. ولكن من استطاع عبور هذا الحاجز عبر الرشاوى أو الطرق الالتفافية، تم إيقافهم من قِبل حاجز "بير عاشق" والذي تسيطر عليه "الوحدات الكردية" التي تمنعهم من الدخول إلى "تل أبيض" أو أريافها أو التوجه إلى الحدود التركية.
في هذا السياق أفادنا الناشط الميداني "يزن العبدالله" بوجود 16 عائلة غالبيتهم من الأطفال والنساء يمنعهم حاجز "بير عاشق" من متابعة طريقهم وهم حتى الآن "لحظة إعداد التقرير" يفترشون الأرض في ظل ظروف جوية قاسية وبرد قارس، وعندما حاول أهالي من القرى المحيطة استضافة هؤلاء، تم منعهم من عناصر الحاجز أيضا.
وفي الوقت الذي يمنع به الحاجز المذكور أهالي الرقه الهاربين من الجحيم الداعشي، كان وفد من خمسة ضباط أمريكيين وبريطانيين وفرنسيين يزورون تل أبيض، وهم جزء من وفد زار عين العرب اليوم بقيادة "بريت ماكورك" ممثل الرئيس الأمريكي لدى التحالف الدولي يرافقه قائد القوى الخاصة الفرنسية لدى التحالف الدولي وأيضا قائد القوات البريطانية.
وبالعودة إلى الرقة المدينة، فلقد أبلغ يوم أمس المكتب الأمني "النقطة 11" أهالي المعتقل "ناصر عبد الناجي" 25 عاما، من أهالي ناحية "الجرنية" بالريف الغربي بأنهم قد أقاموا عليه "حد القصاص" لتعامله مع الجيش الحر، ولم يذكر التنظيم الموعد الذي تم فيه قتل الشاب الذي كان التنظيم قد اعتقله قبل ثلاثة أشهر من أحد حواجز مدينة الطبقة، وحسب الناشط "مصعب" فإن الشاب "ناصر" من عشيرة الناصر وهو متزوج وله ثلاثة أطفال أكبرهم في السادسة من عمره.
يحدث هذا في وقت لم يفارق طيران الاستطلاع سماء مدينة الرقة منذ عصر يوم أمس، فعند الساعة 9.27 مساء أغار الطيران على المدينة في طرفها الجنوبي دون معرفة المكان المستهدف أو نوعية الطيران الذي سُمع صوت تصدي المضادات الأرضية التابعة لتنظيم داعش له في أكثر من مكان في المدينة.