أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (أسماء حيدوسي)
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الاتجاه الجديد الذي سلكه تنظيم داعش نحو ليبيا، وسيطرته على بعض المناطق والمدن في البلاد خاصة النفطية منها.
وتبين مع مرور الوقت، القائد الذي وكله زعيم داعش أبو بكر البغدادي لتولي هذه المهمة، وفتح خط جديد في ليبيا، وهو أبو نبيل الأنباري الذراعُ اليمنى لزعيم داعش, في التقرير التالي نتابع سيرة الأنباري منذ ان كان سجينا وحتى قائدا لدى داعش في العراق ثم ليبيا.
أرسل داعش السنة الماضية عدة قياديين عسكريين بارزين ليسهموا في تأسيس فرع لتنظيم داعش في ليبيا وشمال أفريقيا. ووقع اختيار أبو بكر البغدادي زعيم داعش على المدعو وسام عبد الزبيدي المكنى بأبو نبيل الأنباري الذي قاد هجوم داعش على مدينتي تكريت و بيجي، و لربما وقع اختيار البغدادي على الانباري لأنه يعد من أكثر مقاتلي داعش إجراما و قتلا و سلبا للمواطنين ما دفع البغدادي إلى عزله من ولاية صلاح الدين.
تشير المعلومات الخاصة عن سيرة أبو نبيل الانباري أنه من القيادات العريقة في التنظيم، فقد انتمى لتنظيم التوحيد والجهاد منذ عهد الزرقاوي، وكان ضابطا في الشرطة قبل أن ينشق عنها، ليصبح من أشرس قادة داعش التي قاتلت أجهزة الأمن، ويعد الأنباري الذراع اليمنى للبغدادي، إذ وجد البغدادي أن الأنباري هو الرجل الذي يمكن الاعتماد عليه في بناء الفرع الأهم للتنظيم بعد سوريا والعراق في ليبيا.
جاء أمر إرسال الأنباري إلى درنة الليبية عندما كان التنظيم يواجه هجوما حكوميا لاستعادة تكريت، مما أثار علامات استفهام عديدة، كيف يرسل قائد عسكري رفيع كأبي نبيل إلى درنة في ليبيا في وقت يواجه فيه التنظيم هجوما على مدينتي تكريت وبيجي اللتين يتولى أبو نبيل المسؤولية عنهما؟
وبعد أسابيع باتت الصورة أكثر وضوحا، فقد نجح داعش بالحفاظ على تكريت تحت سيطرته واستعادة بيجي مرة أخرى، ليتضح أن داعش لديه عدد من القيادات العسكرية بديلة نجحت في ملء فراغ أبو نبيل الانباري الذي أرسل في مهمة خاصة للاشراف على بناء التنظيم في ليبيا عسكريا وأمنيا.
اعتقل الانباري مرتين، وتعرف إلى البغدادي خلال فترة سجنه الاولى، وكان آخر سجن اعتقل فيه هو «ابو غريب» الذي هاجمه تنظيم داعش و تمكن من إطلاق المئات من قياداته ومن المعتقلين، رغم كل المعلومات التي وردت و نشرت عن الانباري إلا ان الغموض يحوم حول شخصيته وأعماله كما تضاربت الأنباء حول مقتل الأنباري زعيم داعش في ليبيا، ففي حين أكدت الإدارة الأمريكية مقتله في غارات جوية على مدينة درنة شكك مراقبون في ليبيا بمقتله، خاصة وأن تقارير إستخبارية أشارت إلى وجود الانباري بمدينة سرت وليس في مدينة درنة ناهيك عن أن التنظيم لم يؤكد أو ينفي مقتل الأنباري، وإن صحت أنباء مقتل أو إصابة الانباري فهذا خير دليل أن داعش لم يعد قادرا على حماية أعضائه.
ومع كل ذلك فإن أوضاع تنظيم داعش داخل الأراضى الليبية أكثر هشاشة من أوضاعها في العراق وسوريا لاختلاف بيئة الوجود والتعايش ديموجرافياً وطبوغرافياً واجتماعيا، فليبيا كل سكانها من المسلمين وبالتالى ليست هناك حاجة لطرد غير المسلمين منها أو التخلص منهم بالإبادة والسبي، كما هو فكر هذا التنظيم الشيطانى الذى لن ينجح في ترويج أفكاره المتطرفة في العراق و سوريا. عدا عن الخسائر التي مُني بها تنظيم داعش بسبب ضربات التحالف، التي دفعته للهروب من سوريا والعراق و الإتجاه الى ليبيا.