أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (زكريا نعساني)
مسيرة الحل السوري وصلت الى جنيف 3 فبعد جنيف 1 عام 2012، وجنيف 2 عام 2014، واجتماع فيينا في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وقرار مجلس الأمن في ديسمبر/كانون الأول 2015، ويُعوَل على أن يؤسس لقاء جنيف 3 لتدشين مسار سياسي في سوريا، وتجاوز العراقيل المحلية والإقليمية والدولية التي تهدد بإفشاله.
مع كل مهمة لمبعوث تعينه الأمم المتحدة كوسيط للسلام في سوريا تجتمع الأطراف المعنية بالأزمة السورية وتقرر انعقاد مؤتمر يجمع الأطراف السورية من أجل وضع حد للمأساة التي يعيشها الشعب منذ أعوام.
في الثلاثين من يونيو/ حزيران الفين واثني عشر اصدرت دول مجموعة العمل من أجل سوريا بيان جنيف1.
وكان وقتها برعاية أممية دعا اليه المبعوث إلى سوريا آنذاك كوفي عنان.
البيان الذي خرج به المجتمعون تضمن أن أي تسوية سياسية للأزمة السورية يجب أن تتضمن مرحلة انتقالية.
توفير مستقبل يمكن أن يشارك فيه كافة السوريين.
تحديد خطوات واضحة وفق جدول زمني حاسم باتجاه تحقيق ذلك المستقبل.
أن تكون هذه التسوية قابلة للتحقق في مناخ من الأمن والهدوء والاستقرار للجميع.
أن يتم التوصل لهذه المرحلة الانتقالية بسرعة دون مزيد من إراقة الدماء والعنف.
وحدد البيان الخطوات الرئيسية في المرحلة الانتقالية وهي:
تأسيس هيئة حكم انتقالي بسلطات تنفيذية كاملة تتضمن أعضاء من النظام والمعارضة ويتم تشكيلها على أساس القبول المتبادل من الطرفين.
مشاركة جميع عناصر وأطياف المجتمع السوري في عملية حوار وطني هادف.
مراجعة النظام الدستوري والقانوني في سوريا.
إجراء انتخابات حرة ونزيهة وتعددية لشغل المؤسسات والمناصب الجديدة التي يتم تأسيسها.دون ذكر مصير بشار الأسد صراحة.
تمثيل كامل للمرأة في كافة جوانب المرحلة الانتقالية.
واعتبر بيان جنيف واحد هو المرجعية التي يستند اليها أي مؤتمر دولي حول سوريا مستقبلا.
اجتماع جنيف اثنان 2014 الذي عقد عقب تسلم الجزائري الاخضر الابراهيمي مهمة الوسيط الأممي والعربي الى سوريا وكانت آلية التفاوض من بين النقاط التي أفشلت لقاء جنيف-2 بين وفدي التفاوض عن المعارضة والنظام، حيث تمسك وفد الأخير بضرورة تركيز النقاش حول "الإرهاب أولا".
بينما كان الاقتراح مناقشة الحكومة الانتقالية والمصالحة الوطنية ووضع أجندة تؤسس لمستقبل أفضل لسوريا.
وقد أعلن الوسيط الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي يوم 15 فبراير/شباط 2014 انتهاء جولة "جنيف-2" دون تحقيق نتائج، غير أنه ذكر أنه تم الاتفاق على جدول أعمال لجولة ثالثة وافق عليها الطرفان، ويتضمن أربع نقاط وهي:
العنف، والإرهاب، وهيئة الحكم الانتقالي والمؤسسات الوطنية، والمصالحة الوطنية. سرعان ما اعترف الابراهيمي ان النظام هو م سعى لافشال المفاوضات.
واقترح الإبراهيمي وقتها أن يخصص اليوم الأول من "الجولة المقبلة لأعمال العنف والإرهاب" واليوم الثاني لهيئة الحكم الانتقالي، غير أنه أكد أن وفد النظام رفض الاقتراح.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 اتفق ممثلو 17 دولة إضافةً إلى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية اتفقوا خلال لقاء فيينا على جدول زمني محدد لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا خلال ستة أشهر وإجراء انتخابات خلال 18 شهرا رغم استمرار خلافهم على مصير بشار الأسد.
كما تضمن الاتفاق ترتيب لقاء بين النظام والمعارضة "خلال شهر" لإجراء تقييم للتقدم بشأن التوصل لوقف لإطلاق النار وبدء عملية سياسية في سوريا.
وقد صوّت مجلس الأمن يوم 18 ديسمبر/كانون الأول 2015 بالإجماع على مشروع قرار أميركي (رقم 2254) ينص على بدء محادثات السلام بسوريا في يناير/كانون الثاني 2016، مقرا بدور المجموعة الدولية لدعم سوريا، باعتبارها المنبر المحوري لتسهيل الجهود الأممية الرامية إلى تحقيق تسوية سياسية دائمة في سوريا.
ومع تلك القرارت والاجتماعات الدولية وصل السوريون الى جنيف ثلاثة الذي تحولت فيه الخلافات من مصير الأسد الى الوفد المعارض الذي سيشارك في المفاوضات، فقدمت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن اجتماع الرياض قدمت أجندة مقترحة بناء على بيان جنيف 1 وغيره من القرارات الدولية فيما يتعلق بإنشاء هيئة حكم انتقالي كامل الصلاحيات، والتمسك بوحدة الأراضي السورية، والحفاظ على مؤسسات الدولة مع إعادة هيكلة وتشكيل مؤسساتها الأمنية والعسكرية، ورفض الإرهاب بكافة أشكاله، وإقامة نظام تعددي يمثل كافة أطياف الشعب السوري، دون أن يكون لبشار الأسد وأركان ورموز نظامه مكان فيه أو في أية ترتيبات سياسية قادمة.
في حين أخذت موسكو وطهران تزج باسماء موالية لها وترفض وجود الكتائب المقاتلة على الأرض مثل جيش الاسلام في المفاوضات إلى أن قررت المعارضة تشكيل وفدها المفاوض المؤلف من 15 شخصاً بينهم محمد علوش القيادي في جيش الاسلام ..حيث تم تعينيه ككبير للمفاوضين في جنيف وهو مااعتبر تحدي لروسيا ونظام الأسد ..
ورغم أن العقدة التي تمثلت سابقا بمصير بشار الأسد .. ضغطت روسيا وحولت مجرى الصراع في المشاركة حول شخصيات اقترحتها للمشاركة في المؤتمر كصالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ..الذي هددت تركيا بتعليق مشاركتها في حال شارك هذا الحزب في المفاوضات ..فيما اعتبرت موسكو أن عدم مشاركة الأكراد لن يؤتي بنتائج ايجابية.
ضغوط واجهتها المعارضة السورية لأول مرة بتأنٍ ودون تسرع في قرارها حول المشاركة .. فبعد أن وجهت الدعوات إلى الأطراف المشاركة، امتنعت المعارضة عن الرد لثلاثة ايام ..وطلبت برسالتين موجهتين إلى المبعوث الدولي الى سوريا ستيفان ديمستورا وكذلك الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون توضيح بعض النقاط كرد مكتوب لاتخاذ القرار حول المشاركة جنيف 3 ربما يختلف في معطياته عن جنيف 1 و 2، سيما أن المعادلة على الأرض اختلفت تماماً ..فالمعارضة تمكنت من السيطرة على المزيد من الأراضي كما حصل في إدلب، والنظام استقدم الروس كقوة عسكرية مدافعة عنه .. كما أن جنيف 3 بات عنوان شؤم لشريحة شعبية كبيرة داخل سورية وخصوصا أن النظام لم ينفذ اي من تعهداته في المؤتمرات السابقة.
عموما المعارضة السورية رغم أنها بدت قوية متماسكة في قرارتها حتى الآن ، إلا انها تقف بين فكي كماشة (الشارع الثوري الذي لايريد أن تذهب دون فك الحصار واطلاق سراح المعقتلين ووقف القصف وهي امور بالطبع لم يستجب لها النظام ولم يضغط المبعوث الدولي لتحقيقها .. وبين المجتمع الدولي الذي يضغط على المعارضة للمشاركة ووصل الأمر لتهديدات بايقاف الدعم عن المعارضة وفق تسريبات نقلتها الصحافة.