أخبار الآن | الحدود السورية التركية – سوريا ( مصطفى جمعة )

تتوالى مجازر الطائرات الروسية بحق المدنيين في شتى اصقاع سوريا، ما أدى إلى عمليات نزوح وتهجير واسعة النطاق للمدنيين من مختلف القرى والمدن، ولكن حتى هؤلاء لم يسلموا من العدوان الروسي، فالعداون الروسي واصل إستهداف المدنيين حتى في مخيمات النزوح بالقرب من الحدود التركية، حيث لم يسلم الأهالي، من غارات طالت الخيام وقاطنيها. 

الساحة الرئيسية في مدينة سرمدا على الحدود السورية التركية, أصبحت مسرحاً لجريمة أرتكبتها الطائرات الروسية مؤخراً, مستهدفة على حد زعمها مقرات لمن تسميهم الإرهابيين..

لكن كل شيء هنا ينفي ما تروج له وسائل إعلام النظام, فالأهداف ليست سوى مكانٍ يرتاده مدنيون, معظمهم من النازحين, بحثا عن لقمة عيش كريمة..

أسامة – صاحب ورشة ميكانيك: كلنا هنا عمال, ورشات تصليح و ميكانيك, و لا وجود للمقرات أساساً, إن كان جيشٌ حر أو غيره, جميعنا عمال بسطاء نبحث عن عمل, و جميعنا مهجرون, من كافة أنحاء سوريا, من حمص و حماه و دمشق و حلب.

أغلقت المحال التجارية في هذه الساحة حتى إشعار آخر, و باتت الحركة فيها شبه معدومة, إلا من الشاحنات التي تعبر بسرعة, تخوُّفاً من فعل مشابه..

 على بعد كيلو متر واحد من الساحة التي أغارات عليها الطائرات الروسية, مخيمات تقطنها أسر سورية تركت مواطنها بحثا عن الأمان الذي لم يعد موجود هنا، تكرار القصف على هذه المنطقة دفع بالأسر السورية إلى نزوح مؤقت و قد يدفع بها إلى نزوح من أرض النزوح إن تكرر مرة أخرى.

على الضفة الشرقية لأتوستراد باب الهوى سرمدا, نازحون نصبوا خيامهم, هاربين من جحيم لم يكن بحسبانهم أن يجدوه هنا, إذ ينزحون ليلاً إلى المناطق المتاخكة للشريط الحدودي..  نتوجه إلى خيمة إخترقت شظية أحد أروقتها, فنلتقي بأم محمد لتحدثنا عن لحظات وصفتها بالصعيبة, عاشتها طفلتها عندما أغارت الطائرات على مدينة سرمدا..

أم محمد – نازحة من سهل الغاب: لقد تركنا منازلنا هرباً من القصف و الحرب و سكنا الخيام حرصاً على حياة أطفالنا, هربنا و فرينا بهم و من أجلهم, و أمس قصفت الطائرة بالقرب منا, فتطايرت شظية و إخترقت الخيمة لتقع بالقرب من طفلتي, لقد بدأت طفلتي بالصراخ بلا هوادة و ما عساي أفعل؟ ثم ماذا بعد؟.

أيوب – نازح من ريف حماه: لقد هرب الجميع تاركين خلفهم كل شيء, هربوا إلى أعلى الجبال من شدة الموقف و باتوا ليلتهم بالعراء, لقد كانت حالة ذعر عارمة.

و ما قد يجعل الأمر أكثر تعقيداَ بالنسبة لهؤلاء, تعذرهم عن إيجاد مكان, ينعمون به بالأمان, بعيداً عن لعنات الحرب التي تطارهم إينما حطوا الرحال..