أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة
بعدما تحدثنا في تقرير سابق عن انتهاكات داعش للمرأة في المدن التي يحتلها في ليبيا خاصة سرت والتي فرض فيها التنظيم شروطا على المرأة تعتمد بالاساس على مظهرها الخارجي، في التقرير التالي نسلط الضوء على استخدام داعش للنساء كانتحاريات من أجل الحفاظ على البقية الباقية من مقاتليه. كتائب نسائية تقوم بعدة أدوار وهي في الأغلب لا تنتمي بالاساس الى التنظيم ولا تحمل رؤيته، وإنما لا تتعدى أن تكون صورة نمطية يكررها داعش من سوريا الى العراق الى ليبيا.
هذا المشهد العادي لم يعد موجودا في بعض المدن الليبية خاصة تلك التي ترزح تحت احتلال داعش.
سرت بالتحديد التي ينوي التنظيم المتشدد نقل عاصمته المزعومة اليها، تشكل في مخططته الطريقة الامثل للتمدد الى عدة مناطق ليبية اخرى، ونقطة الانطلاق الاساسية لهجماته الإرهابية في أوروبا. لذلك وفق المراقبين لا يدخر داعش جهدا لجعلها النسخة طبق الاصل من الرقة السورية، في كل حيثياتها وهو ما يقوم به حاليا.
شأنه في ذلك شأن بقية التنظيمات المتشددة، يعتمد داعش لتنفيذ مخططه على المرأة، في مناطق احتلاله في ليبيا وبعد أن حدد لها سبعة شروط لخروجها من بيتها وطريقة لبسها وتحركاتها، فرض عليها العمل كانتحارية يتم تدريبها داخل كتائب خاصة. هذه الكتائب على تنوعها وكثرتها يشترط التنظيم في انتحارياته ألا تكون لهن صلة مباشرة بالتنظيم ولا يعشن في سرت وهو ما كشف عنه لاخبار الآن الكاتب الصحفي مالك الشارده ، وذلك حرصا على انتحارياته من القوات الحكومية وضربات التحالف. وهو وفق المتابعين لمسارات داعش ما قد يوحي خطأ بأهمية المرأة لدى التنظيم ويفضح فظاعة داعش الذي يولي اهتماما لحياة النساء وسلامتهن إلى أن ينفذن مهامهن وهي التفجير الانتحاري.
التقارير والابحاث حول المرأة في ظل داعش في ليبيا على ندرتها، تكشف أن المرأة التي يستعملها داعش في الكتائب النسائية لا ترقى الى المناصب القيادية وذلك لعدة اعتبارات يخشاها داعش، وكشف عنها الصحفي الليبي مالك الشارده في مداخلة له في برنامج أكثر من عنوان.
على ضوء خساراته المتكررة ، استنجد التنظيم المتشدد بالمرأة ليسد عدة فراغات، وللتمويه خاصة بعد تشديد الرقابة والضربات الموجعة التي مني بها مقاتلوه.
مصادر مطلعة بجهاز الأمن بطبرق أفادت أن داعش دفع بالعديد من النساء إلى المدينة، عن طريق التسلل عبر الطرق الصحراوية، بهدف القيام بتفجيرات إرهابية، في المدينة التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دوليًا.
واستغل التنظيم الإرهابي، عدم تعرض النساء للتفتيش، في تهريب العديد منهن إلى داخل طبرق، بهدف القيام بأعمال إرهابية ضد عدد من المواقع السيادية الحساسة، وهو ما يعتمد عليه داعش دائما.
إذن وانطلاقا مما سبق يكرر داعش نفس السيناريو القديم الجديد الذي يعتمده في كل منطقة يحتلها، من سوريا الى العراق ثم ليبيا، سيناريو واحد وضحية واحدة هي المرأة . انتهاكات بالجملة تجاوزت الحدود الجغرافية كما تجاوزت الحد الانساني لتكون جرائم حرب بامتياز.