أخبار الآن | ألمانيا – تحقيقات (بسام سعد)

بالرغم من التفاوت الطبيعي بين صفوف التلاميذ في المرحلتين الإعدادية والثانوية إلا أن الاصرار على مواصلة الدراسة كان عنوانهم، وذلك لأهمية التعليم وصناعة المستقبل بالنسبة للعائلة السورية ولما توفره البيئة الألمانية من تسهيلات عديدة ومتنوعة كي يتمكنوا من مواصلة دراستهم .وبما أن الفئات العمرية الصغيرة لا تواجه أية مشكلات، سلطنا الضوء على التلاميذ في المرحلتين الإعدادية والثانوية   

التلاميذ دون 15 سنة .. الأقدر على متابعة الدراسة

يتم دمج الطلاب مباشرة في المدارس الألمانية في هذه الفئة العمرية بحيث تتم معالجة اللغة ضمن المدرسة ذاتها .

وصلت أسرة "محمد الدباغ" إلى "مانهايم" منذ عام بعد أن فرت من حلب، وقد بذل والدا "محمد" قصارى جهدهما لحماية أطفالهما من الآثار النفسية والاجتماعية للحرب. دخل "محمد" 13 عاماً المدرسة، وهو تلميذ مجتهد وحريص على التعلم، ويحث أصدقائه على الاجتهاد داخل الصف، يقول: "العلم والمدرسة هما أهم شيء، وعلينا أن نتعلم إذا كنا نريد أن تصبح حياتنا أفضل ونتجاوز حالة الغربة التي تصيبنا هنا".

وفي برلين يعيش "طارق حسن" وأسرته الذين وصلوا قبل ستة أشهر قادمين من دمشق، وعبروا الحدود دون أي شيء تقريباً، يقول طارق 14 عاماً: "الأيام الأولى من المدرسة كانت صعبة لأنه لم تكن لدي أية فكرة عن التعليم الجديد، ولكنه سرعان ما تغلبت على حاجز اللغة .هناك أطفال أقل حماساً مني بسبب حاجز اللغة" .

التحق "يحيى الخطيب" البالغ من العمر 12 عاماً بمدرسته في "دسلدورف"، وبعد مضي ثلاثة أشهر ما زالت معاناته قائمة مع اللغة، يقول يحيى: "توجد مواد أستطيع استيعابها، ولكن بصراحة اللغة الألمانية معقدة جداً بالنسبة لي، أتمنى أن اجتازها لأنه يجب علي متابعة دراستي".

التلاميذ السوريون من اللاجئين الجدد في المدارس الألمانية .. لا بديل عن الدراسة

طلاب المرحلة الثانوية .. تعدد البدائل

يدخل طلاب هذه المرحلة في صفوف تمهيدية يتعلمون فيها اللغة وبعض المواد الرئيسية، ليتم بعدها فرزهم إلى المدارس الثانوية. وتختلف هذه الاجراءات تبعاً لكل ولاية في ألمانيا، فشؤون التربية والتعليم خاصة لكل ولاية حتى شهادة البكالوريا والعطلة الصيفية وغيرها .

"ياسمين مكاوي" 16 عاماً، مقيمة مع أسرتها في "هاغن" منذ عام ونصف تقريباً، لا تجد بديلاً عن إكمال دراستها وتحقيق ما تحلم به مستقبلاً. ياسمين تريد أن تتعلم لتصبح طبيبة فهي تحب هذه المهنة وتريد الذهاب لسورية لمعالجة الناس حتى يقل عدد المرضى، تقول ياسمين: "أجد مادة العلوم سهلة ويمكنني الإجابة على كل الأسئلة حولها، أما اللغة فأجدها صعبة في الفيزياء ربما لأنني لا أحب هذه المادة".

أما "ناريمان" 18 عاماً، التي جاءت إلى ألمانيا قبل سنتين من مدينة حمص وتقيم الآن في "شتوتغارت"؛ فقد تعلمت في البداية في المجموعة التمهيدية لكنها الآن تتعلم في المدرسة الثانوية بدوام كامل، تقول: "في البداية كنت خائفة لأننا درسنا مواد لم نتعلمها في المجموعة التمهيدية، لكن الأمور الآن أفضل بعدما حصلت على مساعدات من معلمي" .

"باسل" الذي وصل لألمانيا قبل عامين وهو في السادسة عشرة، كان يجد صعوبة في فهم النقاشات التي تجري في صفه المدرسي، يقول: "قلت مرة لمعلمي "توماس" أشعر أنني أصم عندما يتحدث لأني لا أفهم إلا القليل من حديثه أثناء الحصة الدراسية" .

باسل يعيش حالياً في ساربروكن، اضطر للتوقف عن الدراسة الثانوية. ووجد مبتغاه في مركز التأهيل المهني الذي لا يتطلب مستوى متقدم من اللغة ويعتمد بدرجة كبيرة على الدراسة العملية.

جدير بالذكر أن جميع الولايات الألمانية تسعى بشكل مستمر لتطوير العملية التعليمية وجعلها ملائمة بما يتناسب ومستويات التلاميذ الجدد، وهذا ما تلاحظه من خلال تعدد الوسائل التعليمية والإكثار من الصور التوضيحية واختيار العبارات البسيطة لإيصال المعلومة .

التلاميذ السوريون من اللاجئين الجدد في المدارس الألمانية .. لا بديل عن الدراسة