أخبار الآن | اسطنبول – تركيا (جابر المر)
أعلن النحات السوري "إياد بلال" أنه يستعد لإنهاء عمل نحتي جديد للطيار الروسي الذي قتل في سوريا بعد أن أسقطت الدفاعات الجوية التركية طائرته في قضية أحدثت أزمة في العلاقات بين أنقرة وموسكو.
أشعل الخبر مواقع وصفحات السوريين المؤيدين قبل المعارضين انتقادات وغيظا، فبالنسبة للمؤيدين لا "بلال" ولا غيره من الفنانين السوريين احتفوا بالحذاء العسكري للجندي السوري كما يجب!، وإن كان لا بد من تماثيل فهي إما للأسدين ولاحقا ربما يكون للنمر نصيب من التماثيل، أما أن يكرم طيار روسي في الوقت الذي يلقى أولادهم في الجيش والدفاع الوطني حتفهم، وتصل الجثث بالمئات إلى الساحل السوري، فهذا تماما ما يغضب المؤيدين.
صدمة المؤيدين
"عرين الأسد" أحد المعلقين على فيس بك يقول: "لقد مات عدد هائل من طيارينا السوريين، لماذا لم يحاول هذا النحات المنافق تخليدهم؟ ما يقوم به اليوم القصد منه وراءه تبييض وجهه والتملق لدى بعض قيادات الأمن من خلال تخليد الروسي الوحيد الذي مات من الطيارين، والذي أنزلته تركيا وليس الإرهابيين"!.
من ناحية ثانية تقول "نور العلي" الفنانة التشكيلية الموالية للنظام: "إن جرحى قوات النظام والمصابين منه يلقون معاملة سيئة وعدم اكتراث من قبل "القيادة"، ويأتي تكريم الطيار الروسي بعمل نحتي، كأول حادثة لم يقم مثلها لأي من ضحايا النظام الذي تقول إحصاءات أن عددهم تجاوز المائة ألف".
النحات السوري الذي نفذ عدد من الأعمال النصبية في البلاد، منها تمثال الشيخ "صالح العلي" في طرطوس، وتمثال المجاهد "أحمد مريود" في القنيطرة، وشارك في عدد من الملتقيات والمسابقات المحلية؛ نشر صور تظهر عمله على المنحوتة الجديدة وقال أنها "انهاء المرحله الأولى لبورتريه الطيار أوليغ بيشكوف" دون الإعلان حتى اللحظة عن المكان الذي سيوضع فيه التمثال بعد انتهاءه.
وكان "أوليغ" قد قتل في الرابع والعشرين من نوفمبر تشرين الثاني من العام الماضي، بعد أن اخترق الأجواء التركية وفق ما أعلنت الحكومة التركية، فيما قالت موسكو وقتها إن الاختراق لم يتجاوز العشرين ثانية فقط.
وردود المعارضين
ردود الفعل على ما يقوم به الفنان السوري اليوم لم تقتصر على المؤيدين لنظام الأسد، بل جاءت الردود أيضا على لسان مجموعة من النشطاء السوريين الذين رفضوا أن يخضع الفن لقواعد العمالة التي يمارسها النظام ومرتزقته، وأن يوسم الفن السوري يوما ما بالفن العميل، يقول الفنان التشكيلي "فراس الفارس": "ليت أحدا يدرك مدى خطورة ما يقوم به إياد بلال، بعد فترة سيذهب إياد ويبقى التمثال ليخبر من بقي أن من مر بهذا المكان كان عميلا لهذه الدرجة!!"
النحات "أيهم مجد" يخبرنا أنه لا داعي للقلق مما يقوم به النصابين أمثال إياد: "الثورة ستنتصر وسيذهب إياد وأمثاله ومنتجاتهم إلى مزبلة التاريخ".
من الصعب جدا التصديق بأن روح العملاء والفنانين واحدة، كيف لفنان أن يحاول تخليد من يقصف الأطفال ليلا نهار بكل ما أوتي من همجية؟ وكيف له أن يتحمل وزر ما صنعت يداه بعد أن تنتصر الثورة السورية ويذهب وأعماله إلى محاكمة التاريخ.