اخبار الان | دبي- الامارات العربية المتحدة
في سوريا، المنازل والمدارس والمساجد وحتى المراكز الطبية، تعتبر أهدافاً يومية للطيران الروسي.
المدنيون بمن فيهم النساء والأطفال، والذين لا يمتون بصلة للمتطرفين مثل داعش وجبهة النصرة، يتم استهدافهم بالأسلحة الروسية الحديثة والمدمرة في سوريا، بينما المتطرفون أنفسهم، فلا يتم استهدافهم إلا في حال شكلوا تهديداً مباشراً لقوات النظام على الأرض.
ولكنك لن ترى هذه الصورة على وسائل الإعلام الروسية، وسائل الإعلام الروسية تعكس لهجة واثقة حول ما يحدث في سوريا: روسيا تدعي أن مستقبل الأسد، سواء كان سيبقى أو سيرحل، هو أمر يعود للشعب السوري ذاته. ولكن في الوقت نفسه، فإن روسيا تظهر نفاق و ازدواجية عن طريق محاولة فرض المرشح الخاص بها لفترة ما بعد الأسد. بعبارة أخرى، روسيا تهتم بمصالحها فقط، وليس مصالح الشعب السوري.
اقرأ أيضاً: في الأمم المتحدة.. دعوات لوقف فوري لمعاناة السوريين
ولكن المثير للدهشة هو أن روسيا تسعى إلى الوقوع في ذات الأخطاء التي ارتكبتها في أفغانستان في الماضي، فلم يمض وقت طويل على استخدام روسيا لنفس الأساليب في أفغانستان، ألا وهو تظاهرها بلعب دور المنقذ من نظام غير مرغوب فيه، ومن ثم تصبح محتل على المدى الطويل. في الواقع، لقد أدى التدخل العسكري الروسي في أفغانستان إلى فراغ سياسي عن طريق استبدال الرئيس الأفغاني بابراك كارمال بالعميل الذي اختارته روسيا، رئيس الأمن في الحكومة الافغانية نجيب الله. هل هذا هو النموذج الذي تريده روسيا لسوريا؟
ستكون كارثة كبيرة للشعب السوري، وفي ذات الوقت مستنقع شبيه لما حصل في أفغانستان بالنسبة لروسيا، اذا ما أصرت موسكو على وضع دمية خاصة بها لتحل محل الأسد.
ما دامت روسيا تعتبر سوريا كمحافظة جنوبية لها، فإن حجتها لمحاربة الإرهاب لن تكون ذات مصداقية.