أخبار الآن | الريحانية – تركيا (وضحى عثمان)
في ظل ظروف التشرد والحاجة التي تعيشها معظم العائلات السورية، سواء في المناطق المحررة أو البلدان المجاورة، وبالتزامن مع التضييقات التي تتخذها حكومات تلك البلدان تجاه السوريين كشرط الإقامة للحصول على عمل أو تأمين كفيل، كان لابد من وجود منظمات ومبادرات تسهم في إعانة السوريين على تدبر معيشتهم، خاصة أولئك الذين لا يمتلكون رؤوس أموال تساعدهم على افتتاح مهنة بطريقة نظامية أو غير نظامية.
تلك الأسباب كالحرب وتعطل أعمال السوريين في الداخل والخارج، كانت ولا تزال حافزاً لكثير من المبادرات لتقديم العون المادي والعيني، فتأسست منظمات وجمعيات خيرية تدعم السوريين ضمن برامج توزيع تعتمد على إحصائيات مسبقة.
"منظمة الأمل" .. النشأة والنشاطات
"منظمة الأمل" هي واحدة من تلك المنظمات التي تهدف لدعم الأسر السورية في الداخل المحرر وتركيا، تأسست قبل ثلاث سنوات وأسهمت في كثير من الفعاليات الإغاثية في مناطق مختلفة شملت أرياف حماة وحمص وإدلب وحلب بالإضافة لغوطة دمشق الشرقية.
وحول النشاطات التي قامت وستقوم بها المنظمة يقول "علاء خولي" رئيس المكتب الإغاثي: "كانت ولا تزال منظمة أمل تضع نصب أعينها بكافة كوادرها إعانة شعبنا على مبتلاه، فلقد طالت حملاتنا مناطق كثيرة ومنها من يصعب الوصول إليها كغوطة دمشق، وقد وضعت الإدارة خطة توزيع في عام 2016 ستشمل مناطق جديدة، كما وستعتمد إحصائيات جديدة سيقوم بها الفريق الإحصائي".
عرفت المنظمة في أوساط السوريين وخاصة في المناطق المحررة، التي دائما ما تتعرض للحصار أو قلة المواد والاحتياجات اليومية. وقد حصلت أخبار الآن على إحصائيات من مسؤول قسم الإغاثة الخاص بالمنظمة حول الحملة القادمة المزمع عقدها بعد أيام، وعن الحملات الأولى والثانية، اللتان قامت بهما المنظمة من خلال كوادرها وقوة تواصلها وارتباطها بالشارع السوري.
يقول "الخولي": "الحملات الإغاثية لم تتوقف، بل على العكس هي في ازدياد، ومنها حملة الأمل 3، ومحتوياتها في تركيا هي: 20 ألف بطانية، 20 ألف حقيبة شتوية، 20 ألف سلة غذائية، 200 طن فحم، 5000 مانطو، 2000 سلة صحية، 100 مدفئة كهربائية، 100 مدفئة وقودها الفحم".
أما في الشمال السوري فشملت الحملة: "30 ألف بطانية و30 ألف حقيبة شتوية و30 ألف سلة غذائية، بالإضافة إلى 3000 سلة صحية، 845 خيمة و5000 إسفنجة و5000 وسادة".
جدير بالذكر أن المشاريع التنموية والإغاثية والتعليمية والدعوية مستمرة، بإدارة مميزة من قبل رئيس مجلس الإدارة الشيخ "حمود الشمري" والمدير العام الشيخ "محمد الجمل"، ومن ضمن مسارات وأعمال ومشاريع المنظمة منظمة الأمل الإنسانية المعهد العالي للدراسات الشرعية، دار الأمل للحفاظ ذكور، دار الأمل للحفاظ إناث، مدارس الأمل في إسطنبول، إضافة لشراكات استراتيجية مع منظمة IHH التركية.
إسهام المنظمة في تخفيف الأعباء السوريين
ولنتعرف على آراء السوريين في مدينة "الريحانية" التركية حول دور هذه المنظمة، التقينا "أبو محمد" نازح من ريف حماة، يقول: "تزورنا بشكل دوري فرق التوزيع التابعة لمنظمة الأمل، ونحن نحصل على ملابس ووقود للتدفئة كما أننا نحصل على فرش كالإسفنج والأغطية".
عناصر وأفراد المنظمة معظمهم سوريون، باستثناء قلة من جنسيات عربية. وكانت الفرق قد خضعت لدورات تدريب على برامج الإحصاء والتقييد، ويتكرر ذلك حسب توسع مناطق عمل المنظمة. وتعتمد المنظمة على دعم شخصي يقدمه بعض الخيرين من جنسيات عربية مختلفة.
بدوره "سامح عبد التواب" مصري الجنسية، مسؤول القسم التدريبي قال: "ما جعلني أنضم لهذه المنظمة هو دورها الدؤوب في مساعدة السوريين، وأنا أتوجه لأخبار الآن بالتحية على تغطيتها لقضايا السوريين وآمل من الله أن يصرف البلاء عن هذا الشعب الكريم المعطاء".
هذا وستعقد منظمة الأمل مؤتمراً صحفياً يوم الجمعة القادم في 22- 1- 2016، توضح فيه حملتها الثالثة لحث المتبرعين على المبادرة لدعم السوريين في شتى مناطق النزوح.