أخبار الآن | ريف حمص – سوريا (يوسف أبو يعقوب)

تواصل فصائل الثوار التصدي لمحاولة قوات الأسد التقدم في المناطق المحررة المتداخلة بين ريف حماة الجنوبي وريف حمص الشمالي. وقام النظام باستجلاب عناصر له من المناطق الموالية؛ التي سبق وأن تطوع شبانها في جيش الدفاع الوطني وبعض الميليشيات الأخرى المساندة لجيش النظام.

لكن هذه المرة لم تنجح قوات النظام في "حربنفسة" كما نجحت في "دير الفرديس" حيث استطاعت هناك دخول القرية دون أية معارك أو اشتباكات مع الثوار بل ضمن اتفاق بينها وبين الأهالي بأن لا تتعرض قوات النظام للمدنيين الذين يقطنون القرية.

حاولت قوات النظام منذ الأسبوع الماضي تطبيق هذه التجربة في قرية "حربنفسة" التابعة للريف الحموي الجنوبي لفرض حصار على ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي لكن دون جدوى، ولم تفلح حتى في محاولاتها العسكرية رغم الكثافة النيرانية التي تستخدمها.

وأفادنا "محمد" وهو مواطن نزح من بلدة "حربنفسة" ولجأ لمدينة الرستن بأن كتيبة الهندسة التابعة لقوات النظام المتواجدة شمالي مدينة الرستن تستهدف بلدة حربنفسة يوميا بعشرات الصواريخ والقذائف مع مساندة من الطيران السوري والروسي، وأن الثوار يستهدفون تجمعات النظام كل ما أتيحت لهم الفرصة.

أما "أكرم" وهو مقاتل في صفوف الثوار في حربنفسة  فيخبرنا أن الثوار استعادوا السيطرة على نقاط بالقرب من القرية بعد اشتباكات عنيفة تمكّنوا خلالها من تدمير دبابة على مدخل القرية، الأمر الذي أدى إلى مقتل كامل طاقمها، وسط ورود أنباء عن وصول تعزيزات عسكرية للثوار قادمة من ريف حمص الشمالي.

تحرير معمل البشاكير

وإثر ذلك، حاولت قوات النظام التقدم لاستعادة النقاط التي خسرتها، لكن الثوار استطاعوا إعادة قوات النظام إلى نقاطهم وتمكنوا من الانتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم وقاموا بتحرير حاجز البشاكير الذي يقع على أطراف البلدة واستطاعوا تدمير مدفع 23 إضافة إلى تدمير دبابة من طراز T72 ما أدى لمقتل طاقمها إضافة إلى تدمير مدفع "فوزديكا" كانت تستخدمه قوات النظام لقصف البلدة، كما تمكن الثوار من اغتنام مدفع 23 رباعي الإطلاق وأسر عنصرين من قوات النظام. وبحسب الصفحات الموالية فإن عدد القتلى من عناصر النظام ارتفع لنحو 18 عنصرا عدا الجرحى.

الوضع الإنساني والميداني

من جهة أخرى، أصيب عدد من المدنيين إثر شن طائرات العدوان الروسي ثماني غارات جوية على قرى وبلدات "حربنفسة" و"دير الفرديس" و"طلف" بالتزامن مع إلقاء طيران النظام المروحي براميل متفجرة على تلك المناطق ومناطق أخرى، ونزح 7000 مواطن من بلدة حربنفسة باتجاه ريف حمص الشمالي ومنطقة الحولة المحاصرة.

بموازاة ذلك، تستمر عملية نزوح أهالي عدد من القرى والبلدات في ريف حماة الجنوبي، وذلك على ضوء القصف الشديد الذي تنفذه حواجز قوات الأسد، والغارات الجوية المكثفة التي تشنها الطائرات الروسية، حيث أجبر أكثر من 7000 شخص على ترك منازلهم والنزوح إلى منطقة "الحولة "بريف حمص الشمالي، وسط أوضاع إنسانية صعبة.