أخبار الآن | ريف حمص – سوريا (رواد حيدر)
في ظل الأحداث المتسارعة التي يمر بها ريف حمص الشمالي، بدءا بعمليات الاغتيال المتكررة بحق مدنيين وعسكريين من قبل "خلايا نائمة" تابعة لداعش، وليس إنتهاء بحملة النظام العسكرية على المنطقة؛ أصدرت المحكمة الشرعية العليا لحمص اليوم، بياناً فرضت خلاله حظر تجول في ريف حمص الشمالي، من الساعة السادسة والنصف مساءً، حتى السادسة صباحاً من كل يوم اعتبارا من تاريخه، وحتى إشعار آخر.
"أبو عبيدة" عضو المحكمة الشرعية العليا في ريف حمص الشمالي ذكر أن حظر التجول، سيضيّق على "الغدّارين" إن لم يوقفهم بشكل كامل، وسيكون له تأثير كبير في خلق جو من الأمن بالمنطقة، وخاصة إن تمت متابعته من المحكمة والفصائل العسكرية.
وأضاف "أبو عبيدة" في تصريح خاص لأخبار الآن، أنها المرة الثانية التي يُسن فيها قانون حظر التجول، في المرة الأولى ساعد ذلك بشكل كبير وكان الالتزام به مقبولاً، متوقعاً أن يعطي حظر التجول الحالي نتائج أكبر.
الناشط الإعلامي "وائل أبو ريان" كان له رأي مختلف، حيث قال إنه "لن ينفع في الحد من الاغتيالات التي حدثت وتحدث في المنطقة، فمن غير الممكن في الوقت الراهن إجبار الناس على التزام منازلهم".
وأشار "وائل" إلى أن الحل يكمن في نشر حواجز ليلية على مداخل المدن، إضافة لتنظيم دوريات تكون تحت إشراف المحكمة الشرعية في المدن والقرى. كلامٌ أيده الناشط "عامر الناصر" الذي أضاف عليه أن "القاتل شيمته الغدر ينتظر التوقيت المناسب لتنفيذ مخططاته، فلن يتأثر بالحظر".
ملاحقة خليّة الاغتيالات
من جانب آخر ذكر "أبو عبيدة" أنه تم التعرف على شخصان من "الخلية النائمة" وهما: أبو البكر اليمني، والذي يعتبر العقل المدبر لعمليات داعش في المنطقة منذ أن نشطت الخلية قبل خمسة أشهر، إضافة إلى رافد طه وهو عنصر آخر من داعش.
حظر التجول هذا جاء ضمن خطة عمل وضعت من قبل المحكمة، تُنفذ بالتعاون مع الفصائل العسكرية الموقعة على ميثاق المحكمة، وهي أغلب الفصائل العاملة في المنطقة ماعدا جبهة النصرة.
يشار إلى أن المحكمة الشرعية العليا لحمص، هي محكمة مستقلة لا تتبع لأي جسم سياسي أو عسكري، مهامها قضائية، لكن ظروف الحرب وغياب الإدارة عن المناطق المحررة دفعاها لاتخاذ قرارات إدارية في بعض الأحيان.
داعش واغتيال القادة
احتدام المعارك بين قوات النظام والجيش الحر في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، أعطى الخلايا النائمة التابعة لداعش، فرصة أكبر لتنفيذ مشاريعها الهادفة لاغتيال قادة الفصائل العسكرية في المنطقة، وقتل كل من يعاديها حتى المدنيين.
فقد قضى أمس قائد سريّة في حركة أحرار الشام "شعلان الضيخ"، ومدني هو "أبو بلال عامر الأشقر" في قرية المكرمية شرقي مدينة تلبيسة، عندما أطلق مجهولان يقودان دراجة نارية النار عليهما ما أدى لمقتلهما.
وكانت مجموعة من عناصر فيلق حمص قد تعرضت الشهر الماضي لكمين في بلدة "الغنطو" أثناء تبديل نوبة الحرس أسفرت عن جرح خمسة عناصر دون وقوع قتلى.
كذلك قتل العقيد "أحمد خشفة" من ألوية 313 في مدينة تلبيسة بتاريخ 30 أيلول من العام الماضي، في ذات اليوم الذي قتل فيه الشيخ "عبد المهيمن الآغا"، أحد أعضاء اللجنة الشرعية لقرية الزعفرانة.
هذه العمليات سبقها اغتيال الشيخ "أكرم الحاج علي"، رئيس هيئة علماء المسلمين في تلبيسة، عقب خروجه من صلاة الفجر من أحد مساجد المدينة.
فشل حملة النظام العسكرية وتقدم للثوار
في سياق آخر، جدد النظام حملته العسكرية على ريف حمص الشمالي، لكن هذه المرة بهدف قطع الطريق الوحيد الذي يصل إلى ريف حماة الجنوبي، وإغلاق المعابر الإنسانية والإغاثية وتضييق الحصار على المنطقة بشكل كامل.
الحملة العسكرية المدعومة بميليشات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني، فشلت وانقلب السحر على الساحر، حسب "عامر الناصر" الذي ذكر أن قوات النظام كانت تسعى للسيطرة على حربنفسه ودير فرديس، لكن هجوم الثوار المعاكس أدى لسيطرة الأخير على حواجز كانت قوات النظام تتمركز داخلها من بينها "حاجز معمل البشاكير"، إضافة للسيطرة على عدد من الآليات وتدمير اخرى.
من جانبه ذكر وائل ابو ريان أن الطائرات الحربية "روسية وسورية" نفذت عدداً كبيراً من الغارات على المنطقة، تزامناً مع الاشتباكات العنيفة التي أسفرت عن تدمير دبابة ورشاش 14.5، ومقتل أكثر من 100 عنصر من قوات النظام والميليشيات المساندة له، وأسر اثنين آخرين.