أخبار الآن | متابعات (يمنى الدمشقي)
لم يستطع الحصار وانعدام الطعام واستمرار تساقط ضحايا الجوع في مضايا أن يمنع الأهالي من المشاركة في يوم الغضب السوري لفك الحصار عن المناطق المحاصرة، والذي دعت إليه مجموعة من الشباب السوري الثوري الناشط في مختلف عواصم العالم، ولم تمنعهم قلة الغذاء والدوار وهزل أجسادهم وضعفها من أن يكونوا في مقدمة المشاركين في هذا اليوم، ورفعوا لافتات كتب عليها "نحن لسنا طالبين طعام، نحن نريد أن نعيش بسلام كباقي البشر، فكوا الحصار" "مضايا ليست محاصرة وحدها، لا تنسوا المناطق المحاصرة".
كما خرجت تظاهرة في "بصرى الشام" في محافظة درعا تطالب بفك الحصار عن المدن المحاصرة ورفعت لافتات وشعارات متعددة منها "لا للجوع أو الركوع، أوقفوا القتل في سوريا" "صمتكم عن الحصار يعني مساندة الحصار" "التجويع سلاح الطغاة".
وفي ريف حلب الشمالي وفي مدينة "عندان" خرجت مجموعة من شباب الدفاع المدني للمشاركة في اعتصامات يوم الغضب ورفعوا صوراً متعددة تندد بالحصار المفروض على المدن السورية وشعارات مثل "الحصار ليست سلاحاً، حصار الأبرياء جريمة"، كما خرجت مظاهرات في مدينة "دارة عزة" شارك بها أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، أبرز ما أكد عليه المتظاهرون "منع الدواء جريمة حرب، حصار المدن إبادة جماعية، سيحاسبكم الموت جوعاً في القرن 21".
وفي "جسر الشغور" في محافظة إدلب والتي دمرت أجزاء واسعة منها، خرج الأهالي بين أنقاض المباني المهدمة لمساندة ضحايا الحصار رافضين تعاطي الأمم المتحدة مع الوضع السوري ورفعوا شعارات منها "نريد فك الحصار لا إرسال المساعدات".
وفي "دوما" التي تشهد بشكل يومي المجازر وأنهكها الموت والدمار، لم يتوقف أهلها عن استمرار رفع أصواتهم والتنديد بالحصار المفروض عليهم وعلى باقي المناطق السورية، وشملت المظاهرة عدداً من الأطفال وكبار السن.
اعتصامات واسعة في عواصم العالم
وفي بيروت وأمام مبنى البعثة الأوربية خرجت مجموعة من الصحفيين والناشطين السوريين واللبنانيين للمشاركة في يوم الغضب السوري، ورفع المعتصمون صور ضحايا الموت جوعاً في سوريا وألقوا الضوء على المناطق المهمشة إعلامياً كدير الزور، وندد المعتصمون بسياسة منظمات حقوق الإنسان التي تتعامل مع الوضع السوري كشيء ثانوي في حين يستمر تساقط ضحايا الجوع يومياً في سوريا.
وفي العواصم الأوربية وبفعل تواجد عدد كبير من الجالية السورية هناك وتعاون حكومات تلك الدول معهم في الترخيص لوقفاتهم واعتصاماتهم، خرج مجموعة من الشباب الناشط من السوريين وبعض العرب والأجانب، في كل من برلين ودورتموند في ألمانيا، واستكهولم وبودن في السويد، وفيينا في النمسا، وباريس وأمستردام وبريطانيا وواشنطن وأوسلو وكندا والدانمارك، وشهدت الاعتصامات كثافة لم تكن متوقعة وبحضور وسائل إعلام غربية شاركت في نقل الحدث، وساهم المعتصمون في نقل مأساة المدن المحاصرة إلى الخارج عبر رفعهم أرغفة الخبز في إشارة منهم إلى الموت جوعاً في سوريا، وارتداء أكفان بيضاء كتلميح على استمرار تساقط الضحايا، ورفع صور لضحايا الموت جوعاً وتصوير الأشخاص الذين أنهتكهم تبعات الجوع فاستمروا بالتساقط يوماً بعد آخر، كما رفعت شعارات بلغات مختلفة "الانكليزية والألمانية والعربية والفرنسية" دونت عليها عبارات تندد بالصمت المطبق على المأساة المستمرة للسوريين.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي
أما على وسائل التواصل الاجتماعي فحقق هاشتاغ" #ضد_حصار_الجوع #break_hunger_siege" 2.1 مليون مشاركة من مختلف مدن العالم وبمختلف اللغات.
وفي حديث خاص لأخبار الآن مع السيدة "هنادي الخطيب" المتحدثة الرسمية عن حملة "كسر الحصار عن المدن المحاصرة في سوريا" قالت أن: "فكرة الحملة انطلقت من القهر اليومي الذي يعيشه السوريون، من الجوع المستمر الذي يقتل أهلهم متزامناً مع غياب الدور العالمي للمجتمع الدولي وصمته عن مجازر الأسد المستمرة دون الأخذ بشكل جدي وفعال استمراره في سياسة التجويع والقتل والتدمير، حتى بات الجرح السوري كبيراً وبحاجة إلى صوت فعال وحقيقي معه، ومن هنا بدأنا نفكر بيوم غضب حقيقي يقول للعالم كفى تجاهلاً، فحصل المعتصمون على تراخيص من الدول التي يقيمون بها وخرجوا بالمئات والآلاف للمشاركة بهذه الحملة".
وأكدت هنادي: "الحملة تطوعية بشكل كامل، وهي عبارة عن نشاط شبابي غير تابع لأي تنظيم سياسي، ولم نقبل مشاركة السياسيين بها إلا إذا دخلوا بصفتهم السورية وليس السياسية أو صفة المنصبه الرسمي، كما أنها غير ممولة من أي طرف بل تختصر نشاط وجهد الشباب السوري المنتشر في دول العالم".
وأضافت هنادي "الحملة لن تنتهي بانتهاء هذا اليوم بل هي مستمرة وسنستمر بالضغط والاعتصام والمطالبة بإيقاف القتل، وقد جهزنا بياناً لنقدمه للمسؤول الأممي في الأمم المتحدة كأحد خطوات هذه الحملة".
وعن أهمية هذه الحملة واختلافها عن مثيلاتها من الحملات السابقة التي أقيمت في عواصم عدة قالت هنادي: "هذه الحملة جمعت أكبر عدد من السوريين وحققت انتشاراً واسعاً في مناطق عدة أيضاً، واتفق المعتصمون على نفس الشعارات والهتافات، وهي تتميز بأنها ليست مبادرة فردية بل هي عمل جماعي وعلى تنسيق عالي المستوى وتبدى هذا الشيء بشكل واضح على وسائل الإعلام".
وختمت هنادي حديثها: "التفاعل الذي كان ملحوظاً لدى شريحة واسعة من الشباب السوري والذي جعل علم الثورة اليوم يرفرف في كل عواصم العالم أكد أن هذا الشعب قادر وبشكل مستمر على المطالبة بحقه ولو كلفه الأمر حياته".