أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة
في وقت سابق ذكرنا في أخبار الآن، ان المقاتلين الجهاديين المتحدثين اللغة الروسية باتوا جزءا اساسيا و مصدرا رئيسيا للمشاكل في داعش.
ومع ذلك فان انخراط الجهاديين المتحدثين اللغة الروسية في المشهد السوري لا يقتصر فقط على داعش و انما يؤثر ايضا في جبهة النصرة، و قد يبدو اكثر غرابة و لا سيما في ظل ادعاء جبهة النصرة تركيزها على سوريا و السوريين.
و بالتالي فان الدور المتعاظم للمتحدثين باللغة الروسية داخل صفوف النصرة قد يبلغ مرحلة تنحرف معه جبهة النصرة عن مسارها.
اليكم تحليلنا:
هم ليسوا فقط عشر افراد من هنا وهناك، فبين حزيران يونيو الى تشرين الاول اكتوبر، نحو الف اجنبي ناطق باللغة الروسية انضم الى جبهة النصرة وبشكل علني.
هذه المجموعات التي تضم كتيبة التوحيد و الجهاد و جيش المهاجرين و الانصار
بشكل منفصل، وفي اواخر العام المنصرم كتبت القدس العربي ان قيادي القاعدة المخضرم المصري سيف العدل توجه الى سوريا آتيا من ايران.
وذكرت التقارير ان سيف العدل رافقه في ذلك عدد من قيادات القاعدة المصريين و لحظ متابعو وسائل التواصل الإجتماعي ان سيف العدل و فريقه توجهوا الى سوريا لتقويم اوضاع جبهة النصرة ووضعها على المسار الصحيح.
ماذا يعني ذلك ؟ احتمالان مرجحان:
– الاول ان قدوم الاجانب جاء بموافقة الجولاني و في هذه الحال فان الجولاني نكث بوعده بابقاء الصراع داخل النطاق السوري، مقارعا نظام الاسد الى جانب السوريين .
– الثاني ان الجولاني غير سعيد و مطمئن لهذا الواقع و لكن عليه الخضوع لما يفرضه عليه زعيم القاعدة ايمن الظواهري من تواجد للمقاتلين الاجانب في صفوف النصرة.
و في كلا الحالتين فان الامر لا يبدو مناسبا للجولاني و للمقاتلين السوريين داخل النصرة .
واقع يؤدي الى خلاصتين اثنتين:
الخلاصة الأولى:
ان المقاتلين المتحدثين اللغة الروسية سيفضلون استهداف المصالح الروسية بدل الانصياع لاجندة النصرة التي تتركز بالاساس على اجندة سورية ،ما سيوجه اصابع الاتهام للنصرة بالنفاق لجهة ادعائها بانها مجموعة سورية و هو الحال بالنسبة للمقاتلين المصريين و غير السوريين الذين ستكون اولويتهم محاربة روسيا و الغرب و بالتالي حرف اجندة جبهة النصرة عن مسارها.
اما الخلاصة الثانية:
فان ارسال القاعدة مقاتلين اجانب الى سوريا يتم على حساب القاعدة السورية لجبهة النصرة واقع قد يدفع جبهة النصرة الى المزيد من التعاون مع مجموعات معارضة رافضة لاجندات خارجية ولا سيما اجندة القاعدة في صراعها مع النظام في سوريا.
وعليه فان خطوات القاعدة تبدو انها ساهمت باضعاف هيكلية جبهة النصرة والمس بتوجهاتها.
اما نتيجة هذا الواقع فسوف تتوقف على ما اذا كانت النصرة السورية قادرة على مواجهة المقاتلين المتحدثين اللغة الروسية و مصريي سيف العدل.