أخبار الآن | درعا – سوريا (عبد الحي الأحمد)
تدخل الحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام المدعومة بالميليشيات الشيعية والطيران الحربي الروسي على مدينة الشيخ مسكين بريف درعا يومها السابع عشر دون أن يتمكن أي من طرفي القتال من حسم المعركة لصالحه.
قوات النظام وحلفائها حققت خلال الأيام الأولى للحملة تقدما ملحوظا، إذ سيطرت على عدة قطع عسكرية منها اللواء 82 وكتيبة النيران إضافة للحي الشرقي من المدينة، إلا أن زحف القوات المهاجمة سرعان ما توقف بعد أن استقدمت فصائل الجبهة الجنوبية مزيدا من التعزيزات العسكرية والتي مكنتها من التصدي لقوات النظام وإنتزاعت منها زمام المبادرة لاحقا بتحولها من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم.
التمسك بالأرض رهان الجبهة الجنوبية
شكلت المدينة الإستراتيجية خلال الأسابيع الماضية عقدة عسكرية أمام القوات المهاجمة خلال معاركها مع فصائل الجبهة الجنوبية؛ التي ترفض بدورها الانسحاب وتصر على حرب الاستنزاف رغم سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها قوات النظام، إذ قدر عدد القذئف التي تساقطت على الشيخ مسكين ما يقارب 4000 قذيفة مدفعية وصاروخية إضافة لأكثر من 400 غارة جوية نفذها طيران الإسناد الروسي خلال الأيام الماضية.
العقيد "أحمد المهر" قائد فرقة شهداء حوران تحدث لمراسل أخبار الآن عن أهداف الحملة قائلا: "للنظام عدة أهداف يريد تحصيلها عبر السيطرة على المدينة منها السياسي وهو الضغط على لجان التفاوض قبيل جنيف 3 بما يتمثل بتحقيق أولى انتصاراته في الجنوب، وهدفه العسكري هو السيطرة على طريق الإمداد الواصل بين العاصمة دمشق ومدينة درعا من جهة والوصول إلى مدينة القنيطرة عبر طريق الشيخ – نوى من جهة أخرى".
وأضاف "المهر" أن ثبات قوات الجيش الحر في نقاط الرباط والقيام بالهجوم المعاكس والمباغت أجبر قوات النظام وحلفائها على التراجع في عدة محاور مخلفة من ورائها جثث لمقاتليها.
وبحسب "المهر" فإن معظم أحياء المدينة لا تزال تحت سيطرة الجيش الحر الذي يمتلك أفضلية الحركة والمناورة، والذي اعتبره نصرا أمام أعتى جيوش العالم- حسب وصفه- سيتبعه تقدما لفصائل الجبهة الجنوبية التي وضعت بدورها عدة خطط للمعركة وقسمت المدينة إلى عدة قطاعات تم توزيع فصائل الثوار عليها.
قصف تجمعات النظام .. وسيلة أخرى لتخفيف الضغط
لم تقتصر فصائل الجيش الحر على إرسال التعزيزات إلى مدينة الشيخ مسكين، فخلال الأيام الماضية شهدت عدة قطع عسكرية لقوات النظام قصفا مكثفا بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة في محاولة من الثوار لتخفيف الضغط على الفصائل المرابطة داخل المدينة، حيث تعرضت الفرقة التاسعة في الصنمين والمساكن العسكرية في مدينة إزرع لقصف بعشرات القذائف، كما استهدفت فصائل الجيش الحر بشكل مكثف كلا من الكتيبة المهجورة والفرقة الخامسة ومراكز تجمع الميليشيات الشيعية في بلدتي قرفا وخربة غزالة.
فيما شنت فصائل أخرى هجوما بالأسلحة المتوسطة على حواجز النظام في بلدة شقرا بالقرب من الأوستراد الدولي دمشق – عمان.
"براء مفعلاني" المتحدث العسكري لفرقة فلوجة حوران أفاد لمراسل أخبار الآن بأن "استهداف الجيش الحر المستمر لتجمعات النظام وطرق إمداده أسهم بشكل جيد في إعاقة تقدم قواته، كما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف مقاتليه وهو ما يشكل وسيلة أخرى لتخفيف الضغط عن مقاتلي الجبهة الجنوبية داخل الشيخ مسكين".
كما أكد "المفعلاني" بأن ثوار الجنوب لن يسمحوا بسقوط مدينة الشيخ مسكين مهما كلف الأمر مشيرا إلى قدرة الجبهة الجنوبية على حسم المعركة والمبادرة بفتح معارك جديدة في الجنوب.
خسائر النظام وحلفاءه خلال معارك الجنوب
تمكنت فصائل الجبهة الجنوبية من تكبيد القوات المهاجمة خسائر كبيرة في الأرواح حيث قدر عدد قتلى قوات النظام لوحدها قرابة المائة عنصر وأكثر من عشرين ضابطا وصف ضابط، أما الميليشيات الشيعية المساندة فقد تجاوز عدد قتلاها الثلاثين جلّهم من الحرس الثوري الإيراني ومقاتلي لواء "الفاطميون" الأفغاني وذلك حسب مصادر ميدانية لأخبار الآن. فيما بلغ عدد شهداء فصائل الجبهة الجنوبية قرابة الـ 40 جميعهم من المقاتلين السوريين.