أخبار الآن | بنغازي- ليبيا (رويترز)

يُقدر مركز رصد الليبي للنزوح الداخلي وجود نحو 434 ألف نازح في ليبيا منتصف 2015. مرجحا أن يكون العددُ  أكبرَ من المذكور وذلك لوجود  مناطق كثيرة خارج حدود متابعة طاقم المنظمة المدنية وعمال الإغاثة بسبب خطورة الوضع.

ولفت المركز إلى أن هذه الاسر النازحة تعيش في مدارس حكومية مكتظة بدون وظائف ولا بيوت ولا وسائل لكسب الرزق وتناضل  لتحقيق أهدافها في مدينة بنغازي التي تمزقها الحرب والتي كانت مهد الاطاحة بمعمر القذافي في عام 2011.

وهُجرت كل ضواحي المدينة..تُركت لمسلحين محليين وجماعات متشددة يستخدمونها كساحة قتال لكل منهم في المنافسة على بقعة من المدينة.

وقال نازح يدعى عارف المغربي يقيم في فصل بمدرسة إن الوضع يجعله بلا أمل في المستقبل.

أضاف المغربي لتلفزيون رويترز "نحنا نازحي بنغازي. أنا في مدرسة أبو بكر الرازي. ليَا 7 شهور والمدرسة هادي فيها ناس من قبلي من حوالي سنة وشهرين..سنة وثلاثة شهور. الآن توا (حتى الآن) الدولة بالحكومة تاعها (الخاصة بها) ما قدمولناش (لم يقدما لنا) أي مساعدة. شفناها ملموسة. ونحنا قلت لك من سكان بنغازي متضررين. حيشاننا (منازلنا) تكسرن وأعمالنا توقفت وحالنا وقف وما عندناش أي دخل."

وقالت نازحة أخرى تقيم مع أسرتها في فصل بمدرسة مكتظة إنها لم تتلق أي دعم أو مساعدة من الدولة كما تكاد تفقد الأمل في العودة لبيتها.

وأضافت النازحة فريحة الشريف "(أنا) نازحة من سوق الحوت وحاليا متواجدة في مدرسة. والله يعني بنحاول نوصل للدولة إنها..يعني الدولة لم تدعمنا..مافيش حد راعى مشاعرنا وجاء شاف شو نحنا محتاجين ولا شو نبو (نريد) ولا أعطانا أمل إمتى نردوا (نعود) لبيوتنا. مُعاناة قاعدين فيها احنا والله ..الأُسر متضررين برده ماديا ومعنويا ونفسيا وكلهن يعني. ما حدش من الدولة جاء شاف يعني وضعنا وشو صاير فينا وعيالنا في المدارس شو وضعهم."

وانزلقت ليبيا الى الاضطرابات في أعقاب الانتفاضة التي أطاحت بالقذافي وتنافس فصائل مسلحة وجماعات متشددة وحكومتين على السلطة وعلى الثروة النفطية للبلد.
وأدى ذلك لزيادة الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية في الشهور الأخيرة.

وشهدت بنغازي نفسها قتالا شرسا استمر لأسابيع بين مقاتلين متشددين وقوات عسكرية موالية للحكومة المعترف بها والتي تتخذ من شرق البلاد مقرا لها منذ سيطرة مسلحين متشددين على العاصمة طرابلس.

وقالت مسؤولة في المنظمة الليبية للتنمية تدعى حنان الشهيبي إن غالبية الأُسر النازحة من بنغازي تُقيم في المدينة ويعيش كثيرون منهم في مدارس حكومية.

أضافت حنان الشهيبي "وصل عدد النزوح من مدينة بنغازي إلى 47 ألف عائلة تقريبا منهم من لجأ على حسابه الخاص (إيجار) خارج المدينة والأغلبية بآلالاف ضمتهم المؤسسات الحكومية. كما يعلم أهل بنغازي اللي هي المدارس الحكومية. نهاية 2015 عدد 62 مدرسة هي اللي استضافت الأسر."

وأردفت أن حجم المشكلة أكبر من أن تتولاها بمفردها أي جماعة أو منظمة إغاثة واحدة دون دعم من الدولة.

تابعت حنان الشهيبي "مهما حاولت مؤسسات المجتمع المدني إن هي تغطي أو تدعم الأُسر في غياب الدولة وفي غياب مساعدات الدولة يكون الأمر صعب جدا. حاليا الدولة ما صرفتش حتى الإعانة. الإغاثة صعبة جدا. أغلبية الظروف المادية للأُسرة داخل المدارس تحت مستوى التدني للفقر."