أخبار الآن | درعا – سوريا (أسامة زين الدين)
كشفت "حركة المثنى" العاملة في محافظتي درعا والقنيطرة عن رفض الحركة لعرض النظام الذي أرسله عبر وسيط بدفع مبلغ وقدره مليون دولار، مقابل استرجاع طائرة استطلاع روسية الصنع قامت الحركة بإسقاطها والاستيلاء عليها في معارك الشيخ مسكين الأخيرة.
وفي تصريح الناطق الإعلامي باسم الحركة "أبو الشيماء" لأخبار الآن أكد أن الحركة قد رفضت فعلا تلك العروض التي أرسلها النظام، والتي تميزت بسخائها وسرعة تفاعل النظام معها على عكس المرات السابقة، وأكد أن الحركة لن تدّخر جهدا في إخراج كافة الحرائر من سجون النظام، وأنها ستستعمل كافة أوراق الضغط التي تمتلكها لإخراجهم وعد ذلك واجبا شرعيا مقدما على أي واجب آخر.
كما أكد أن الحركة في طور إعداد قاعدة بيانات لتسليمها للوسيط تحتوي أسماء المعتقلات التي تشترط الحركة تحريرهن، وتحرص أن يكن من اللواتي قضين فترات طويلة في سجون النظام، ومتوقعا أن يتم الامر بعد أسبوع إن لم تظهر أية عوائق أو ألاعيب من قبل النظام.
نوعية الطائرة وسر استماتة النظام في استرجاعها
"أبو الشيماء" صرّح أن الطائرة التي استولت الحركة عليها تم اسقاطها برشاش خفيف دون إحداث أضرار كبيرة فيها، وعند فحصها تبين أنها من نوع "أورلان" وتزن 15 كيلو غراما، كما أنها تستطيع التحليق لمدة 16 ساعة متواصلة، ويمكنها الطيران لمسافة تبعد عن محطة التحكم المركزية مسافة 160 كيلو مترا، وتتراوح سرعة تحليقها بين 90 على 150 كيلو مترا في الساعة. كما أنه تحوي بداخلها على 16 كاميرا تستخدمها لتكوين مناظير ثلاثية الأبعاد للأهداف التي قوم بتصويرها، وأنها قد دخلت الخدمة للجيش الروسي حديثا مطلع 2013.
ويعزو أبو الشيماء سرّ حرص النظام على استعادتها بكون ذلك مطلبا روسيا قد يكون الدافع ورائه حرص روسيا على أن لا تقع أي من تكنولوجيتها العسكرية في أيدي مناوئيها، أو حرصا منها على تفويت الفرصة على الثوار للتعامل مع الطائرة والاستفادة من المعلومات التي قد توجد فيها.
صفقات قديمة متجددة
لم تكن هذه المرة الأولى التي تقوم فيها "حركة المثنى" بعمليات تبادل مع النظام فقد سبق أن قامت الحركة في شهر آذار من العام الماضي باستبدال جثث لعناصر النظام بمعتقلين لديه معظمهم من النساء والأطفال. وسبقتها عملية تحرير أخرى لثلاثة نساء مقابل الإفراج عن عنصرين أحياء وتسليم جثة عنصرين آخرين.
وفي منتصف العام الماضي قامت فرقة عامود بتسليم 65 جثة من حزب الله والحرس الإيراني وقوات الأسد، في مقابل إطلاق سراح 11 امرأة و13 رجلًا، أغلبُهم من أهالي بلدة "بصر الحرير" النّازحين إلى مدينة إزرع بريف درعا.
ويتوقع أن تكون الصفقة لحالية، في حال إتمامها، هي أكبر صفة تبادل بين النظام والفصائل العاملة في الجبهة الجنوبية.